اشتعلت جماعة سيدي بيبي بإقليم اشتوكة آيت باها، صباح يوم أمس الأحد، على وقع أحداث غير مسبوقة شهدتها أشغال المؤتمرين المحلي والإقليمي لحزب الحركة الشعبية، حيث تحول اللقاء التنظيمي إلى ساحة لـ “معركة بالكراسي” وصدامات عنيفة بين المشاركين، ما أدى إلى فوضى عارمة وتوتر كبير.

تفاصيل الفوضى والصدام

كان الهدف من اللقاء هو عقد مؤتمرين محلي وإقليمي للحزب، بما في ذلك المؤتمر التأسيسي لمنظمة المرأة الحركية، لكن خلافات تنظيمية وحسابات سياسية متقاطعة بين تيارين داخل الحزب أدت إلى خروج الأمور عن السيطرة.

وأفادت مصادر “Le12.ma” أن الأجواء بدأت بالاحتقان عبر مشادات كلامية وتبادل اتهامات “ثقيلة” بين المشاركين، خاصة في مؤتمر المرأة الحركية، الأمر الذي أدى إلى إلغائه في مرحلة أولى.

وأضافت المصادر ذاتها، أنه سرعان ما تطورت المشادات إلى اشتباكات جسدية عنيفة، حيث تداولت مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات توضح تحول القاعة إلى حلبة صراع، شوهد فيها استعمال الكراسي في تبادل الضرب والجرح بين المتنافسين.

ويعزى هذا الصدام وفق المصادر ذاتها، إلى محاولات “التحكم والهيمنة” على هياكل الحزب المحلية والإقليمية، في سياق يطمح فيه كل تيار إلى فرض مرشحه لتولي المسؤولية.

نتائج المؤتمر ورأي المنسق الإقليمي

بالرغم من الفوضى والتوترات المتقطعة التي أدت إلى توقف أشغال المؤتمرين في فترات، فقد أسفر اللقاء في النهاية عن انتخاب الحسين أوروس كاتباً محلياً لحزب الحركة الشعبية بجماعة سيدي بيبي، وانتخاب عزيزة العثماني كاتبة إقليمية لمنظمة النساء الحركيات بإقليم اشتوكة آيت باها.

وفي تعليق على الأحداث، قلل المنسق الإقليمي للحزب من أهمية ما حدث، واصفاً التوترات التي رافقت أشغال اللقاء بأنها “أمر عادي وصحي” يعكس الدينامية الداخلية للحزب، على الرغم من أن شهود عيان ومصادر إعلامية أخرى وصفت المشاهد بأنها “بلطجة” و “شوهة حزبية”.

انعكاسات على المشهد السياسي المحلي

تأتي هذه الأحداث لتسلط الضوء على الصراعات الداخلية العميقة التي تعصف بحزب “السنبلة” في المنطقة، خاصة في جماعة سيدي بيبي التي تشهد مؤخراً حراكاً سياسياً محلياً واسعاً، أبرزت فيه الحركة الشعبية في لقاءات سابقة ضرورة تجديد النخب وفتح الباب أمام الشباب لممارسة سياسية “مسؤولة” تهدف لخدمة المواطنين وإخراج الجماعة من “حالة الركود” التنموي.

غير أن المشاهد التي شهدها المؤتمر الأخير قد تُلقي بظلال سلبية على مصداقية الخطاب السياسي للحزب وقدرته على توحيد صفوفه، وتثير تساؤلات حول طبيعة الديمقراطية الداخلية والممارسات التقليدية في تدبير الشأن الحزبي والمحلي.

إدريس لكبيش / Le12.ma

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *