في كل مرة يعود فيها المغاربة إلى وطنهم عبر مطاراته، يواجهون مشهداً قد يبدو عادياً للبعض، لكنه يحمل في طياته تساؤلات أعمق حول الشعور بالانتماء والتقدير.
في مطارات العديد من الدول، من كندا إلى فرنسا فالولايات المتحدة وغيرها، يُخصص ممر خاص لمواطني البلد، يسهّل إجراءاتهم ويجعلهم يشعرون بأنهم في وطنهم حقاً، حيث تُمنح لهم الأولوية في العبور احتراماً لجنسيتهم وانتمائهم.
لكن المفارقة تظهر حين تطأ أقدامهم أرض المغرب، إذ يجدون أنفسهم في طوابير مختلطة مع المسافرين الأجانب، دون تمييز إيجابي لصالح المواطنين.
هذا الأمر، الذي قد يبدو تنظيمياً بحتاً، له انعكاسات نفسية عميقة، خاصة على الأطفال والشباب الذين يسافرون ويرون الفرق بأعينهم. كيف يشعر الطفل المغربي وهو يرى دولاً أخرى تضع مواطنيها في مقدمة الأولويات، بينما في بلده لا يجد تمييزاً مشابهاً؟
إن تخصيص ممرات خاصة بالمغاربة في المطارات ليس مجرد تفصيل إداري، بل هو رسالة معنوية تعزز الانتماء، وترسخ شعور المواطن بأن بلده يحتفي به، حتى في أبسط التفاصيل.
الشعور بالكرامة الوطنية يُبنى عبر هذه الرموز، التي قد تبدو صغيرة لكنها ذات تأثير كبير على نفسية الأفراد، وعلى صورة البلد في أعين مواطنيه.
بل أكثر من ذلك، فإن هذه التفاصيل تؤثر على نظرة الأجيال الصاعدة لوطنهم، إذ أن الطفل أو الشاب الذي يشعر بأن بلده يقدّره ويمنحه امتيازات، سينمو بداخله إحساس قوي بالانتماء، ما يعزز رغبته في خدمة وطنه مستقبلاً، سواء من خلال العمل أو الابتكار أو الدفاع عن مصالحه.
فالشعور بالاعتزاز بالوطن يبدأ من التجارب الصغيرة التي يعيشها المواطن منذ طفولته، وكلما شعر بالتقدير داخل بلاده، زاد حماسه للعطاء والمساهمة في تطويرها.
فلماذا لا يتم اعتماد ممر خاص بالمغاربة في مطارات بلدهم، تماماً كما تفعل الدول الأخرى؟ أليس من حقهم أن يشعروا بأن وطنهم يمنحهم امتيازات، ولو كانت رمزية، تجعلهم يفتخرون بجنسيتهم أكثر؟
ننتظر تفاعلاتكم وآراءكم حول هذا الموضوع. هل لاحظتم هذا الفرق؟ وكيف تشعرون حيال ذلك؟
نجاة أنوار: رئيسة منظمة ماتقيش ولدي
