جمال أزضوض
أكد جوزيف شوفانيك (38 عاما) فيلسوف وكاتب المصاب بالتوحد، أمس الأربعاء في الرباط، أن الأشخاص التوحديين يمكنهم التمتع بحياة جيدة ومستقبل مُرض رغم تأثيرات المرض على المستوى السلوكي والاجتماعي.
وقال شوفانيك، المعروف كذلك كرحالة فرنسي، خلال لقاء خصص لموضوع “التوحد اليومي وإيجابيات التعليم الشامل”، إن نحو 1 في المائة من المغاربة مصابون بالتوحد، أي أن حوالي 500 ألف شخص وأسرة معنيون بهذا المرض، مشيرا إلى أنه “من الضروري إيجاد حلول دائمة لكل فرد ولكل عائلة”. وأشار المتحدّث ذاته إلى أن “الحلول تبدأ من المدرسة”، حاثا في هذا السياق على أن تكون المدارس “شاملة وتستقبل جميع الأطفال، بمن فيهم أولئك المصابين بالتوحد”، عن طريق الدفع في اتجاه تكوين مدرسين في المجال مع توعية التلاميذ الآخرين بمرض التوحد.
وأبرز شوفانيك، الذي يناضل من أجل الأشخاص التوحديين، أن أهمية المتدخلين في الحياة المدرسية كمساعدين يجب أن يكونوا في خدمة التلاميذ الذين يعانون من اضطرابات ناجمة عن التوحد وفي خدمة عائلاتهم أيضا.
وكشف الفيلسوف الفرنسي أن الطفل التوحدي إذا كان يتبع مسارا دراسيا فإنه سيكون أكثر فاعلية في مرحلة البلوغ وقابلا لولوج سوق الشغل، مضيفا أنه من المهم أن يجد كل طفل مصاب أفقه وتوازنه الصحيح.
ورغم الصعوبة التي رافقت مساره الدراسي، فقد نجح شوفانيك في الحصول على شهادة الباكلوريا بامتياز في سن الـ17، قبل أن أن يتخرج من كلية العلوم في باريس، ليواصل تكوينه الأكاديمي توجه بإحرازه دكتوراه في الفلسفة والعلوم والاجتماعية. وهو يتقن سبع لغات، منها اللغة العربية.
وشكّل ها اللقاء الذي نظمته “جمعية المنار” ونشطها هذا الكاتب الفرنسي، مناسبة ليقف الحضور، المشكل من آباء وأمهات وأعضاء هيئة التدريس وتلاميذ، على أهمية إدماج الشباب المصاب بمرض التوحد داخل المجتمع.
