في ليلة فرحة مغتالة، كتبت آخر سطر في قصة تتويج أيقونة سيدات المغرب غزلان الشباك بجائزة الحذاء الذهبي للمرة الثانية تواليًا.

رشيد زرقي

تُوِّجت نجمة المنتخب النسوي المغربي، غزلان الشباك، بجائزة أفضل هدافة في كأس أمم إفريقيا للسيدات 2024 للمرة الثانية، بعد أن سبق لها تحقيق الإنجاز ذاته قبل ثلاث سنوات في النسخة السابقة من البطولة.

وتمكنت المهاجمة المغربية المتألقة من إضافة إنجاز جديد إلى مسيرتها الزاخرة بالعطاء رفقة سيدات المغرب، إنجاز لا يُحققه إلا من تملك موهبة استثنائية.

وتواصل ابنة الفقيد العربي الشباك، لاعب اتحاد سيدي قاسم والدولي المغربي السابق وبطل إفريقيا سنة 1976، في سن الرابعة والثلاثين، فرض نفسها كأيقونة لكرة القدم النسوية في المغرب.

بدأت قصة تألق غزلان الشباك في هذه البطولة منذ المباراة الافتتاحية في دور المجموعات أمام منتخب زامبيا، حين أعلنت مبكرًا عن عزمها على التألق من جديد. وكانت حاسمة أمام منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث سجلت ثلاثية بأداء فني رفيع ومستوى رائع.

أما أمام منتخبي مالي وغانا، فرغم أنها لم تهز الشباك، إلا أنها لعبت دورًا مهمًا في صناعة اللعب وتنشيط الهجوم، مؤكدة قيمتها كقائدة للفريق.

وفي النهائي القاري أمام نيجيريا، وبالضبط في الدقيقة 13، ومن لقطة سريعة على مشارف منطقة الجزاء، استلمت الشباك الكرة، وهيأتها بتحكم مثالي، ثم سددت بوجه القدم الخارجي، وبلمسة الكبار، كرة مركزة ومباغتة لم تترك لحارسة نيجيريا شيمكا نادوزي أي فرصة للتصدي، مسجلة هدفًا مبكرًا أشعل المدرجات ورفع من معنويات لاعبات المنتخب المغربي.

خرج المنتخب النسوي المغربي متقدمًا بهدفين دون رد، وكانت غزلان تأمل أن يُتوج تألقها بلقب أفضل هدافة بإضافة لقب قاري تاريخي للمغرب، لكن النهاية كانت قاسية ومؤلمة، لخّصها المدرب خورخي فيلدا في تصريحه خلال الندوة الصحفية عقب المباراة، قائلًا: “نشعر بالأسى بعد هذه الخسارة. كانت مباراة قوية وكبيرة، لكن ما حسم النتيجة في نظري هو ضربة الجزاء الواضحة التي لم تُحتسب لنا، رغم العودة لتقنية الفيديو. كانت لحظة حاسمة ومؤثرة نفسيًا على اللاعبات، ومن بعدها تغيرت مجريات اللقاء تمامًا”.

وأضاف فيلدا: “تفاصيل بسيطة أضاعت علينا فرصة التتويج باللقب القاري”.

ثم أردف:النهاية كانت مؤلمة وقاسية، لكننا تعلمنا منها، وسنعود أقوى. نغادر مرفوعي الرأس لأننا كنا قريبين للغاية من تحقيق حلم المغاربة. ما عشناه اليوم سيشكّل درسًا مفيدًا للمستقبل. لا أحد كان يتوقع هذا السيناريو، لكننا سنستفيد منه”.

وأكد أن المنتخب المغربي، رغم الخسارة، أظهر شخصية قوية، وكان ندًا حقيقيًا لمنتخب نيجيريا، الذي يُعد من بين أقوى المنتخبات على الصعيد القاري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *