جمال اسطيفي
أسرار العائلات وخلافاتهما أصبحت وجبات رئيسية لصحافة تقتات من الردح والتمييع ونهش الأعراض، دون أن تضع في اعتبارها أن الكثير من الأطراف تتضرر وأن حرمة عائلات تُنتهك دون احترام لأبسط قواعد المهنة والأخلاق والمبادئ الإنسانية..
وفي مقابل هذا الاكتساح الرقمي لما يمكن أن نطلق عليه “صحافة نهش الأعراض”، فإن هناك قتلا ممنهجا للصحافة التي يمكن أن تلعب أدوارا مجتمعية وأن تدافع عن المصلحة العامة وأن تنبه وتدق ناقوس الخطر، كما يحدث في كل بقاع العالم المتطور..
لقد صار كل من يحمل ميكروفونا، صحافيا وصارت الكثير من المواقع وسائل للابتزاز والاسترزاق.
هناك كثيرون تركوا مهنهم الأصلية وتفرغوا لطاحونة النهش، في غياب شبه كلي لغربلة المشهد أو لأن يدركوا أنهم منتحلو صفة، وأننا لو كنا إزاء تطبيق للقانون لكان مآلهم الاعتقال.. فمن يحمي هؤلاء ومن يشجع على الفوضى؟!
بما أن حرية نهش الأعراض وتخريب العائلات مفتوحة ولا حدود لها وتتم برعاية رسمية، فإننا مقبلون على ما هو أسوأ، فأسوأ الأيام لم نعشها بعد مع صحافة الإكشوان إكنوان.
ناقد رياضي وكاتب صحفي
