في ليلة كُتبت حروفها بمداد الفخر على أرضية ملعب لوسيل، أبى الناخب الوطني طارق السكتيوي إلا أن يقدم درساً في التواضع والوفاء قبل الخطط التكتيكية، حيث لم ينسب فضل التتويج بلقب كأس العرب 2025 لنفسه، بل أرجعه للاعبين الذين وصفهم بـ “الرجال” الذين آمنوا بالهدف والغاية قبل أن تلمس أقدامهم الكرة.
وبنبرة يملؤها الإيمان، استشهد السكتيوي في مستهل حديثه بالآية الكريمة “إن الله لا يضيع من أحسن عملاً”، مؤكداً أن هذا المجد هو ثمرة إخلاص منقطع النظير وروح وطنية عالية سكنت وجدان اللاعبين منذ أول تجمع إعدادي في شهر أكتوبر الماضي.
وشدد السكتيوي على أن احترام القميص والاحترافية والجدية هي قيم سامية تتجاوز في أهميتها كل الخطط التكتيكية، مشيراً إلى أنه يشعر بالفخر والظهور بمظهر المحظوظ لأنه قاد مجموعة تملك هذا النوع من القلوب النابضة بحب الوطن.
ولم تخلُ كلمات المدرب من الإشادة بذكاء التعامل مع المتغيرات الصعبة التي شهدها النهائي، خاصة بعد إصابة كريم البركاوي، حيث اعتبر أن التوفيق الإلهي كان حليفهم في إجراء التغييرات الصائبة التي حسمت اللقاء، مختتماً رسالته بلمسة وفاء لـ “أجمل جمهور في العالم” الذي كان السند والدافع الحقيقي في كل محطات البطولة حتى اعتلاء منصة التتويج.
*رشيد زرقي
