اهتز حي مبروكة التابع لمقاطعة جليز بمدينة مراكش، مساء يومه الجمعة 12 دجنبر الجاري، على وقع جريمة قتل بشعة وصادمة راح ضحيتها ثلاثة أشخاص من أسرة واحدة.
وتسببت الواقعة في حالة من الذهول والهلع بين سكان الإقامة السكنية والمناطق المجاورة فور اكتشاف تفاصيل الحادثة المأساوية التي أعقبت خلافات أسرية حادة.
تفاصيل الجريمة المروعة
بدأت فصول الواقعة حين أقدم رب أسرة يبلغ من العمر 61 سنة، وهو موظف متقاعد كان يشتغل سابقاً في سلك القضاء، على قتل زوجته البالغة من العمر 30 سنة وابنهما الرضيع الذي لم يتجاوز السنتين.
وتشير المعطيات الأولية إلى أن الجاني يرجح استخدامه لمادة سامة أو مخدرة لتعجيز الضحيتين قبل تنفيذ عملية القتل خنقاً إثر نزاع زوجي.
وعقب ارتكاب جريمته، قام الجاني بإلقاء نفسه من شرفة الشقة الواقعة في الطوابق العلوية نحو الحديقة الداخلية للإقامة، حيث أصيب بجروح بليغة أدت إلى وفاته لاحقاً خلال نقله عبر سيارة الإسعاف إلى مستعجلات مستشفى الرازي.
خلافات أسرية وتهديدات مسبقة
أفادت مصادر محلية مطلعة بأن الضحايا كانوا يستأجرون الشقة التي شهدت الجريمة بنظام الكراء اليومي مقابل مبلغ 250 درهماً لليوم الواحد.
وكشفت المعطيات أن الجاني كان قد دخل مؤخراً في علاقة زوجية مع الضحية الشابة بعد طلاقه من زوجته الأولى وأم أبنائه الخمسة.
وتداولت شهادات من محيط مسرح الجريمة أن الهالك كان قد أجرى اتصالاً هاتفياً بوالدة زوجته في اليوم السابق للحادث، حيث هددها صراحة بتصفية أفراد أسرته نتيجة خلافات زوجية متفاقمة، وهو التهديد الذي تجسد للأسف على أرض الواقع في هذه الفاجعة الأليمة.
استنفار أمني وبحث قضائي
تسبب الحادث في حالة استنفار أمني كبير بمحيط الإقامة السكنية، حيث حضرت إلى عين المكان عناصر الشرطة القضائية والشرطة العلمية والتقنية مدعومة بالسلطات المحلية ورجال الوقاية المدنية.
وقد طوقت المصالح الأمنية مسرح الجريمة بشكل دقيق في انتظار تعليمات النيابة العامة المختصة للسماح باقتحام المنزل والتأكد من وضعية الزوجة والطفل داخل الشقة التي ظلت مغلقة حتى وصول الفرق المختصة.
وباشرت المصالح المعنية تحقيقاتها الميدانية العميقة لفك كافة ملابسات القضية، فيما تم نقل جثامين الضحايا إلى مستودع الأموات قصد إخضاعها للتشريح الطبي وتحديد الأسباب الدقيقة للوفاة.
إدريس لكبيش / Le12.ma
