انتقد النائب البرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار، ياسين عكاشة، ما اعتبره حملة “تجييش” للرأي العام ضد السياسيين والبرلمانيين والمنتخبين، يقودها بعض زملائه في المؤسسة التشريعية.
وقال عكاشة، خلال مداخلته أمام لجنة المناقشة العامة لمشروع قانون المالية لسنة 2026 بمجلس النواب، اليوم الأربعاء، إن وصف أحد البرلمانيين السابقين لفريق التجمع الوطني للأحرار، الذي يمثل فيه الشباب نسبة 25 في المائة، وللحزب الذي يضم نحو 3 آلاف منتخب شاب، بـ”الهواة”، يُثير التساؤل حول مفهوم الاحتراف السياسي. وتابع متسائلًا: «هل المحترف هو من يعمّر في البرلمان لعقود دون أن يقدّم فائدة للبلاد والعباد؟ وهل هذا هو المقصود بتغيير العقليات؟»
وأضاف المتحدث أن بعض البرلمانيين باتوا يؤسسون لما سماه “مفاهيم جديدة” من قبيل: الفساد، والاستبداد، والفراقشية، والشناقة، بل وحتى استخدام أسماء الحيوانات – المعروفة منها وغير المعروفة – في خطاباتهم، معتبرًا أن هذا الخطاب يهدف إلى تأليب الرأي العام ضد السياسيين والمنتخبين، ويخفي وراءه نزعة لتفريغ المؤسسات الدستورية من مضمونها.
وأوضح عكاشة أن إثارة النقاش العمومي داخل المؤسسات أمر محمود وإيجابي، غير أن ما يسيء للحياة الديمقراطية – على حد قوله – هو أن تُنصِّب بعض الجهات نفسها في موقع الوصاية والحكم على المنتخبين، عبر القذف والاتهام بدل النقد البنّاء، معتبرًا أن في ذلك مسًّا خطيرًا بالديمقراطية.
كما شدّد البرلماني التجمعي على أن الحكومة الحالية “لم تختبئ وراء الظرفية الصعبة، ولم تمارس الديماغوجية عبر وسائل التواصل الاجتماعي”، مؤكّدًا أن بناء المغرب الصاعد يتطلب “حكامة تنموية فعّالة وتغييرًا في العقليات”، كما دعا إلى ذلك جلالة الملك.
وفي ختام مداخلته، وجّه عكاشة انتقادًا إلى بعض مكونات المعارضة، مشيرًا إلى أن إنكار بعض النواب لما تحقق من إصلاحات في قطاع التعليم يكشف – حسب تعبيره – عن “فئة من الفاعلين السياسيين داخل البرلمان لا تربط بين ما يجري في اللجان والمؤسسة التشريعية وبين الواقع الميداني، وتعيش في عزلة داخل دواليب البرلمان”.
*مقر البرلمان-مراسلة le12
