لفت المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة أنظار العالم بأسره، بعد أن سطر فصلاً جديداً من فصول المجد الكروي المغربي، بتأهله التاريخي إلى نهائي كأس العالم للشباب.
وجاء هذا الإنجاز المدوّي إثر انتصار مثير وعصيب على المنتخب الفرنسي، أحد أبرز المرشحين للقب، في مواجهة درامية حُسمت بـ “ركلات الترجيح”.
المباراة، التي اتسمت بالندية والإثارة، كانت اختباراً حقيقياً للإصرار والروح القتالية العالية التي يتمتع بها “أشبال الأطلس”.
فبعد أداء رجولي على امتداد شوطي المباراة، احتكم الفريقان إلى ركلات الحظ، ليتحول التركيز إلى “البطل الخفي” الذي حمل على عاتقه آمال أمة بأكملها: حارس المرمى.
“فيفا” يكرّم الأداء الأسطوري للمصباحي
هذا التألق الاستثنائي للمنتخب المغربي في المواعيد الكبرى، خاصة في فن “ركلات الترجيح”، لم يمر مرور الكرام على الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا“.
فقد خصّ الاتحاد العالمي المنتخب المغربي باحتفاء خاص ومميّز عبر صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، مسلطاً الضوء على “العادة المغربية” التي بدأت تترسخ في الذاكرة الكروية العالمية.
وفي لفتة معبرة وحملت الكثير من الدلالات، نشرت “فيفا” صورة مركّبة “أيقونية” جمعت بين جيلين من الحراس المغاربة الأبطال.
الصورة جمعت مشهد تصدي الحارس المتألق عبد الكريم المصباحي لركلة جزاء حاسمة أمام فرنسا في نصف نهائي الشباب، ومشهد مشابه لا يُنسى للحارس العملاق ياسين بونو خلال مونديال قطر 2022، وتحديداً في المباراة التاريخية ضد المنتخب الإسباني، التي قادت أسود الأطلس إلى نصف النهائي.

“عادات مغربية”: تفاعل عربي وجماهيري واسع
وأرفقت “فيفا” المنشور بتعليق مقتضب ومؤثر حمل طابع الفخر والإعجاب: “عادات مغربية”.
هذا التعليق المقتضب كان بمثابة إشارة واضحة وصريحة إلى التفوق الدائم للحراس المغاربة في المواعيد الكبرى، وإتقانهم لفن ركلات الترجيح، سواء في فئة الكبار أو فئة الشباب.
المنشور لاقى تفاعلاً واسعاً وإعجاباً كبيراً من الجماهير المغربية والعربية التي وجدت في إشادة “فيفا” اعترافاً عالمياً بالمكانة التي أصبح يحتلها المنتخب المغربي على الساحة الكروية الدولية، مؤكدة أن تأهل “أشبال الأطلس” إلى نهائي كأس العالم للشباب لم يكن وليد الصدفة، بل هو ثمرة عمل جاد وروح قتالية لا تلين، و”عادة مغربية” أصيلة في صناعة التاريخ.
ويترقب عشاق الكرة في المغرب والعالم العربي المباراة النهائية على أحر من الجمر، حيث يطمح “أشبال الأطلس” إلى استكمال الحلم وتحقيق اللقب، ليكتبوا أسماءهم بأحرف من ذهب في سجلات كرة القدم العالمية.
