الرباط: le12.ma

أضحى مؤكداً طبقاً لدراسات يعتد بها أن معظم سكان العالم سيكونون عرضة لمشاكل اجتماعية ونفسية، تؤدي إلى الاكتئاب والقلق والخوف والأرق  وانعدام الشهية.

وتفيد الدراسات أن المرأة ستعاني أكثر في هذا الجانب بسبب الأعباء المنزلية التي تزايدت والشروخ التي حدثت وتحدث في المجتمعات، والتي خلفت بالفعل تباعداً اجتماعياً ، ليس بالمعنى الخاطئ المتداول،حيث تستعمل بعض وسائل الإعلام” تعبير “التباعد الاجتماعي” بدلاً من “التباعد الجسدي”.

بشأن المرأة، أنقل لكم كنموذج ما قالته ميشيل أوباما زوجة باراك أوباما  لشبكة “سي  إن إن” عن حالتها، تقول السيدة الأولى السابقة إنها تعاني حالة اكتئاب في بداياته، وعزت ذلك إلى الوباء والعلاقات العرقية المتوترة في أميركا والصراع السياسي التي تعيش وسطه.

إذا كان هذا يحدث  لميشيل أوباما، كيف سيكون حال الآخرين.

تقول  ميشيل عن حالتها”أستيقظ  في منتصف الليل لأنني قلقة  أو هناك أجواء ثقيلة ” تضيف ” الحجر الصحي جعلني اشعر بالضعف الشديد”  وزادت” من المرهق أن تستيقظ على قصة أخرى عن شخص أسود يتم تجريده من إنسانيته أو قتله أو اتهامه زوراً بشيء ما”. تلك كانت إشارة إلى “قضية جورج فلويد” الذي خنقه شرطي حتى الموت.

أفاد إحصاء في أميركا أن واحدًا من بين كل ثلاثة أمريكيين يُبلغ عن أعراض الاكتئاب أو القلق .

تحدثت عن الإحصاء الأميركي لأنه لا توجد إحصاءات أخرى، وعلى يقين أن الوضع في دول العالم الثالث سيكون أسوأ بكثير، خاصة في ظل الفقر والظروف الاجتماعية البائسة وانعدام الوعي.

علينا أن نضع في الاعتبار كذلك أن معظم الناس  وبسبب الحجر لم يلتقوا بأصدقائهم أو عائلاتهم لفترات طويلة، مما أدى إلى تفاقم مشكلة “الوحدانية” المنتشرة بالفعل، والتي يمكن أن تكون بالغة الضرر  بالصحة العقلية.

مع تحول الجائحة إلى أزمة اجتماعية واقتصادية طويلة الأمد، ستظهر الضغوط على المرأة  على الصعيد العالمي بقوة في الجانب الاجتماعي. خاصة أن الكثير من النساء فقدنا عملهن، و زاد التوظيف بين الرجال بأكثر من ضعف معدل التوظيف بين النساء لأن عمل المرأة غير مستقر بالفعل، وجزئيًا بسبب ضغوط رعاية الأطفال المتزايدة على غالبية الأمهات العاملات.

يقول تقرير متشائم نشر في موقع منظمة الأمم المتحدة  “إننا نواجه أزمة صحية عالمية لا مثيل لها في تاريخ الأمم المتحدة أزمة تقتل الناس وتنشر المعاناة البشرية وتقلب حياة الناس. لكن هذا أكثر بكثير من مجرد أزمة صحية. إنها أزمة إنسانية واقتصادية واجتماعية”.

الحقيقة الواضحة أننا كنا نعيش في عالم، وعلينا أن نقبل بأن ذلك العالم انتقل إلى ذاكرتنا ولم يعد موجوداً.

غادرنا “الزمن الجميل”، لكن نحن لن نغادره.

*طلحة جبريل صحافي وكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *