الرباط: le12.ma
أكتب اليوم بأسى وحزن.
هؤلاء الناس الطيبون الذين لا يشبهون إلا أنفسهم..يفيض عليهم “نهر الحياة” ويجعل حياتهم هي الموت والمآسي.
أيها النهر العظيم ، يا نيلنا..لا نطلب منك شيئاً، سوى الرأفة بأهلنا في كل الأرجاء والأنحاء.
مشهد الناس صغاراً وكباراً نساءً ورجالاً وهم يغوصون في الطمي ويغرقون في السيول المتدفقة، وبيوتهم الطينية تنهار أو تجرفها هذه السيول ،مشهد صعب ، متعب ، مرهق ، مؤلم، محزن .
أيها النهر العظيم ، هؤلاء هم “أبناؤك في الحزن النبيل والفرح الجميل” ليتك رأفت بهم ، وأنت تزمجر وتتدفق في الأحياء والقرى والبلدات تأتي لهم بالتماسيح الحقيقية بعد أن أهلكتهم التماسيح البشرية.
أيها النيل، هؤلاء الناس مثلك، ميزتهم الطيبة والصبر والهدوء، لكنهم عندما يغضبون يواجهون الرصاص بصدور عارية .
أيها النيل، لا تجعلهم يكرهون حياة الهوان والمذلة ويقبلون على الموت غرقاً.
أيها النيل ، هؤلاء الصابرون قدرتهم على الانتفاضات والثورات مذهلة ،يزيحون الجبال شعارهم الخالد الرصاص لن يفنينا،لكن من يتولى أمرهم في كل مرة ، قتلة وانتهازيون عاجزون حتى عن تركيب جملة مفيدة.
أيها النيل،أهلنا طيبون، يستحقون الحياة الكريمة، وليس السيول الجارفة.
أيها النيل، أهلنا يستحقون الحياة وليس أن يتحولوا إلى جثث طافية أو غارقة .
أيها النيل ، نحن نعيش بك ونعيش معك ولا نستحق أن تكون منازلنا هي المياه العكرة والطمي، نأكل العشب ونشرب التلوث.
رحماك يا رب العالمين.
*طلحة جبريل صحافي وكاتب
