تظهر الرسالة الثالثة وإن لم تكن مقصودة، هو كون عمر طاقية المدرب المغربي طارق السكتيوي، أطول من عمر تأسيس دولة الجزائر.

رشيد زرقي le12.ma

ظهر طارق السكتيوي، مدرب المنتخب الوطني المحلي المتوج بكأس أمم أفريقيا، مرتديا طاقية فاسية خضراء اللون ومطرزة بالأبيض.

طاقية السكتيوي، لا تعكس غنى وتنوع التراث الوطني المغربي، بل تحمل رسائل عديدة، وتنطوي على العديد من الأسرار.

ولعل من بين أهم تلك الرسائل، هناك رسالة تتعلق بتشبث أبناء هذا الوطن جيلا بعد جيل بمورث الأجداد، في بلد عمره أكثر من إثنى عشر قرناً.

ثاني أقوى الرسائل، هناك رسالة تتعلق بحرص المغاربة على الترويج لهذا التراث في مختلف المناسبات، خاصة تلك التي تكون تحت أضواء العالم كنهائي كأس أمم أفريقيا.

وتظهر الرسالة الثالثة، وإن لم تكن مقصودة، هو كون عمر طاقية المدرب المغربي طارق السكتيوي، أطول من عمر تأسيس دولة الجزائر.

يذكر أن الإعلام الرسمي الجزائري، الذي تناول نهائي كأس أمم أفريقيا 2024 في كينيا- وتانزانيا، تجاهل ذكر إسم جاره المغرب الذي توج بطلاً للدورة في تصرف غريب من إعلام العالم الآخر.

وتحمل الرسالة الرابعة، حمولة تربوية في كون النجاح عادة ما يأتي برضا الوالدين، واستحضارهما في حياتهما ومماتهما.

فيما تعكس الرسالة الخامسة، أن فاس العاصمة العلمية للمملكة «حاكمة العالم» كما يقول أبناء فاس، بـ”الكرة والحضارة والتراث».

أما أسرار طاقية السكتيوي، فهي عديدة أبرزها يقول السكتيوي نفسه: «إنها لوالدي رحمه الله وعمرها 60 سنة واخترت إرتدائها في هذا اليوم حتى أشعر به حاضرا معي في هذه اللحظة الاستثنائية”.

أما ثاني سر من أسرار هذه الطاقية، وفق مصدر جريدة le12.ma، هي كونها «طاقية فاسية الأصل، وتدعى بالطاقية الإدريسية».

فيما السر الثالث، فهو أن هذه الطاقية يعتمرها شرفاء فاس وعموم ساكنتها عند زيارة ضريح مولاي إدريس مؤسس الدولة المغربية ودفين العاصمة العلمية فاس.

أما السر الرابع، فهو لون الطاقية الذي يطغى عليه الأخضر الملكي ومزخرف باللون الأبيض، وهي مزيج لألوان المحبة والسلام وفأل الخير.

ويكمن السر الخامس، في كون المدرب طارق السكتيوي، عادة ما كان يصلي معتمرا طاقية والده رحمه الله.

تتويج مستحق

ونجح المنتخب الوطني في تحقيق إنجاز تاريخي بتتويجهم بلقب بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين (الشان 2024) للمرة الثالثة، عقب تغلبهم على منتخب مدغشقر بنتيجة (3 – 2)، في نهائي مثير جرى، اليوم السبت على أرضية ملعب “موي” الدولي بكاساراني في نيروبي، ليتصدروا قائمة المنتخبات الأكثر تتويجا بهذه المنافسة القارية.

وأمام جماهير غفيرة حجت لرفع معنويات الكتيبة الوطنية، دخل أسود الأطلس المباراة عازمين على تحقيق الانتصار، فضغطوا على حامل الكرة، وهو ما جعلهم يشكلون تهديدا حقيقيا على حارس المرمى لالان ميشيل، لا سيما عن طريق يوسف مهري.

رد مدغشقر لم يتأخر، إذ سرعان ما أسفر هجوم مضاد للمهاجم فيليسيتي مانوهانستوا عن تسجيل الهدف الأول في الدقيقة التاسعة، عن طريق تسديدة من خارج مربع العمليات نحو الزاوية اليسرى العليا لشباك المهدي الحرار.
‎هذا الهدف دفع العناصر الوطنية إلى محاولة استجماع قواها، من خلال القيام باختراقات داخل منطقة جزاء المنتخب الملغاشي في محاولة للعودة في النتيجة، غير أنهم اصطدموا بدفاع منظم ومتماسك.

وتواصلت محاولات المنتخب المغربي، خاصة عن طريق خالد بابا (د 19) ومحمد بولكسوت (د 20) الذي مرت تسديدته محاذية للعارضة.

واستطاع منتخب مدغشقر الاقتراب في أكثر من مناسبة من منطقة جزاء المنتخب المغربي، مستعينا على ذلك بتمريرات قصيرة وسريعة مكنته من الضغط على الخط الدفاعي لأسود الأطلس.

وفي المقابل، أثمرت المحاولات المتكررة لأشبال طارق السكتيوي عودة النخبة الوطنية في النتيجة بعد توقيع يوسف مهري هدف التعادل في الدقيقة 27 إثر تمريرة حاسمة من خالد بابا.

عالمي يا المليوي

ورفع هدف التعادل منسوب الثقة لدى أسود الأطلس، الذين حظوا بدعم وتشجيع واسع من الجماهير المغربية والكينية، حيث بسطوا سيطرتهم الهجومية في محاولة للتهديف، ولم يتركوا أي فرصة لدفاع منتخب مدغشقر، الذي انهار أمام تسديدة محكمة لأسامة المليوي في الدقيقة 44، مكنت من توسيع الفارق.

وفي الجولة الثانية، حافظت العناصر الوطنية على أسلوبها الهجومي، بفرص قادها اللاعب المتألق أسامة المليوي (د 49) وصابير بوغرين (د 58).

وفي الدقيقة الـ 68، نجح منتخب مدغشقر في تعديل الكفة بواسطة طوكي راكوتوندرايبي، وذلك على الرغم من السيطرة الواضحة للعناصر الوطنية على مجريات اللعب خلال الشوط الثاني.

وأعاد هدف التعادل الثقة إلى لاعبي منتخب مدغشقر الذين ضاعفوا محاولاتهم الهجومية، في حين، رد أسود الأطلس، من جانبهم، بمحاولات جادة لتوسيع الفارق، لكنها لم تترجم إلى أهداف.

وتمكن أسامة المليوي، هداف البطولة بستة أهداف، من هز شباك المنتخب الملغاشي عن طريق تسديدة قوية من مسافة ثلاثين مترا (د 80).
وسيطر أسود الأطلس، الذين أبدوا تماسكا وانضباطا تكتيكيا على جميع خطوط اللعب، على كل مجريات الشوط الثاني، وقدموا أداء رائعا وتحكما جيدا في المباراة.

شخصيات النهائي

‎جرى هذا النهائي بحضور، على الخصوص، رئيس كينيا، ويليام روتو، ووزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، ورئيس (الفيفا)، جياني إنفانتينو، ورئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، باتريس موتسيبي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *