هــ.ض ــ الدار البيضاء
في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة عن زُمرة من القرارات التي اتخذتها من أجل إعالة بعض الفئات الهشة والفقيرة التي تتمثل في “صحاب راميد”، وخصصت لهم شهرية استثنائية بسبب ما تمليه الظرفية من تضامن شامل، إضافة إلى المسجلين في صندوق الضمان الاجتماعي، والتكفل بهم ومنحهم “ما تيسر” ماديا.. هناك فئات مجتمعية عرضية تستغيث في صمت، وتتساءل يوما بعد يوم عن مصريها من “صندوق الدعم، وصندوق تدبير الجائحة”.
منين تسدات القهوة بقيت كندور فعويناتي
(ط.ن) نادل في مقهى بعين السبع بكازا، هو واحد من “ضحايا” كورونا، فبعد إصدار قرار إغلاق المقاهي والمطاعم في المغرب في 16 مارس الماضي، وجد نفسه أمام “واقع مر.. يتطلب منه يتكايس على المزيودة لي عندو باش يعيش هو ووليداتو”.
النادل المعرف في عين السبع بخفة دمه وجديته في العمل، قال، لـ”le12.ma” إن أجرته لا تتجواز 1500 درهم في الشهر والتي تصل إلى 1700 درهم بإضافة “البوربوار”. موضحا: “منين تسدات القهوة لقيت راسي كندور فعويناتي، الخلاص باقي ماتخلصناه من عند الباطرون، حنا خدامين 6 د الناس، حتى حد ماتخلصش.. وكنعرف شحال من گارصون وقع ليه هاد البلان.. راه كانعانيو معندناش لاسينيسس ماعندنا والو.. خاص يدار لينا حل”.
ملتازمة فالدار ولكن شكون حس بيك
من جانبها كشفت (س.ك) سيدة تبلغ من العمر 52 سنة وتعمل “فام دميناج”، في الفترة الصباحية، وفي المساء “تبيع المسمن في سيدي مومن على قارعة الطريق”، كشفت إنها لم تعد تملك أي شيء لتطعم به أبناءها، وقالت: “راه الموس وصل العظم أولدي، أنا ملتازمة الدار ولكن شكون حس بيك، راه عندنا غير الله، كنت خداما فقهوة بـ 300 درهم للسيمانة، وكنبيع المسمن فالعشية. آش غتكفيك فكازا”. مطالبة بالاستفادة هي الأخرى من طرف الدولة بتوفير لها وأبنائها لقمة العيش، مؤكدة أن زوجها بدوره توقف عن العمل بعدما كان يشتغل “ماسح للزجاج في المقاهي”.
هزيت الراية البيضا من شحال هادي
في إحدى المساكن الشعبية العتيقة بمنطقة الشلالات ضواحي المحمدية يتواجد “با العربي”، كسال في حمام شعبي بمنطقة سيدي البرنوصي، كان يتحدث بصوت ينم عن أنه يعاني كذلك في صمت، أكد أنه: “أعلن عن الاستسلام، وأنه يُفكر بدوره في وضع راية بيضاء فوق مسكنه على غرار بعض جيرانه، الذين قاموا بالأمر ذاته من أجل لفت الانتباه إلى أزمتهم”، وقال: “راه صافي تقهرنا.. ماعندك مادير من الصباح حتى الليل ونت فالدار.. وهاد الناس خاصهم يديرو معانا شي حل، باش نستافدوا حتى حنا”.
أما عبد الله، بناي كان يشتغل في الدار البيضاء قبل العودة إلى مدينة دمنات، فإن حاله ليس هينا على باقي الأشخاص الذين يشتغلون بالإجارة، حينما قال: “هربت من كورونا من كازا وجيبي فيه 1030 درهم، ودابا إلى قلت ليك باقي ليا 140 درهم آش غندير بيها مع الوليدات”، مشيرا إلى أنه كان يشتغل “كعطاش” في مجال البناء: “راه إلى مخدمتش فنهار مغنتخلصش فيه، يعني كنخدم نهار بنهارو.. خاص يديروا معانا شي حل”.
وفي المقابل اعتبر خالد هوير العلمي، نائب الكاتب العام لـ (CDT)، أنه خلال اللقاء الأخير مع رئيس الحكومة، جرى تناول عدد من النقاط تتضمن ما هو اجتماعي واقتصادي، وذلك بالحديث عن فئات معينة الأكثر تضررا من “الحجر الصحي”، وهي التي لا تتوفر على ضمان اجتماعي، أو بطائق راميد، والتي وصفها بـ”الفئة الكبيرة”، مؤكدا أنه في اللقاء مع رئاسة الحكومة أصر على أن مسألة بقاء العمال أو الأشخاص في منازلهم في هاته الفترة دون أن يتوفر على دخل مادي هو صعب للغاية.
وأوضح العلمي، في اتصال هاتفي مع“le12.ma ، أن هناك أرباب عمل لا يصرحون بالأجراء في صندوق الضمان الاجتماعي، كما أن هناك مهن أخرى متضررة من قبيل” شيافر ديال الكران والطاكسيات بين المدن، النوادل في المقاهي والمطاعم الفراشة، هناك فئات كثيرة ومتعددة”. مشددا على أن هاته الفئات لضمان بقائها في المنزل واحترام الحجر الصحي “خاص يكون عندها مدخول”.
وأكد نائب الكاتب العام لـ (CDT) أن رئيس الحكومة تجاوب مع مجموعة النقاط التي تضمنتها مراسلات المركزيات النقابية، قائلا: “رئيس الحكومة اعترف ببعض النقاط التي أغفلوها في الأيام الماضية وأخرى هي قيد الدراسة من طرف لجنة اليقظة الاقتصادية”، منبها على أن الحكومة في كل الأزمات عليها أن تتخذ منهج “السرعة في اتخاذ القرار باستشارة أولية مع المعنيين”.
