أعلن نجل الفنانة المغربية الراحلة نعيمة سميح، شمس الدين بلقايد، عن رفضه تكريم والدته ضمن فعاليات مهرجان القاهرة للموسيقى العربية، رغم شكره وتقديره العميق للمبادرة المصرية.
وجاء موقفه في تدوينة مؤثرة نشرها على حسابه الخاص بموقع “فيسبوك”، جاء فيها: “أخصُّ بالشكر الجزيل لجمهورية مصر العربية، وخاصة دار الأوبرا المصرية على هذه المبادرة الطيبة، كما أشكر من قلبي كل الإخوة والأشقاء من الكويت، وتونس، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، ومن دول أوروبا على مشاعرهم الصادقة والتقدير الكبير الذي عبّروا عنه”.
ورغم هذا التقدير، أشار بلقايد إلى أن الحزن ما زال يسيطر عليه بعد وفاة والدته، قائلاً: “لا زلت غير مستعد نفسيًا لهذه الخطوة، ففقدان أمي ما زال جرحًا مفتوحًا في قلبي، وربما سيبقى كذلك طويلاً”.
وختم تدوينته برسالة شكر لكل من تذكر والدته ودعا لها، معتبرًا أن هذه الالتفاتة نبيلة ومحل تقدير كبير من عائلتها ومحبيها.
وفي نفس السياق، أثار إعلان دار الأوبرا المصرية خلال الأيام الماضية، عن تكريم الفنانة المغربية الراحلة نعيمة سميح، ضمن فعاليات الدورة 33 من مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، جدلا واسعا في الأوساط الإعلامية المصرية.
فخلال الندوة الصحفية التي عقدتها الأوبرا أخيرا بالقاهرة، طرحت تساؤلات حول مدى أحقية الفنانة الراحلة بهذا التكريم، بحجة أنها لم يسبق لها زيارة مصر أو المشاركة في حفلاتها، كما لم تقدم أعمالًا باللهجة المصرية، وفقًا لاعتراضات بعض الصحافيين.
في المقابل، دافع رئيس دار الأوبرا المصرية، الدكتور علاء عبد السلام، عن هذا الاختيار، مؤكّدا أن تكريم نعيمة سميح يستند بالأساس إلى قيمتها الفنية ومكانتها العربية المرموقة، مشيرا إلى أنها أدّت خلال مسيرتها مقاطع من أغاني أم كلثوم، وهو ما يعكس تقديرها الكبير لمصر ولرموزها الفنية.
كما وزع منظمو المهرجان وثيقة خلال المؤتمر، أبرزوا فيها أن نعيمة سميح تعد من أبرز الأصوات المغربية في النصف الثاني من القرن 20، وأن أغانيها لاقت انتشارًا واسعًا في المغرب والعالم العربي.
فقد أكدت الوثيقة أن الراحلة تميزت بصوت قوي عذب وإحساس صادق يخاطب الوجدان مباشرة، حيث جمعت بين العمق العاطفي والتقنيات الغنائية الرفيعة، وتألقت بقدرتها على التنويع بين الطبقات الصوتية بسلاسة، ما أضفى على أعمالها تميز يجمع بين الشجن والقوة.
وما يثير الاستغراب هو اعتراض بعض الإعلاميين المصريين على هذا التكريم استنادا إلى مبررات واهية، في وقتٍ تكرم فيه عشرات المهرجانات المغربية، سواء الغنائية أو السينمائية أو المسرحية، فنانين مصريين بانتظام، دون أن يشترط عليهم تقديم أعمال مغربية أو المشاركة في تظاهرات داخل المغرب. إذ ينظر في المغرب إلى التكريم باعتباره اعترافا بمسيرة فنية ممتدة وذات إشعاع عربي، لا كارتباط جغرافي أو لغوي بالبلد المحتضن للتظاهرة.
ويكفي الاستشهاد بأحدث الأمثلة، حيث كرم مهرجان سلا الدولي لفيلم المرأة الفنانة المصرية حنان مطاوع، وسبق لمهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي أن احتفى بالفنان أحمد حلمي، فيما خص المهرجان الدولي للفيلم بمراكش احتفالية تكريمية كبرى للفنان الكبير عادل إمام في دورة 2014.
جدير بالذكر أن الدورة 33 من مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية ستقام تحت شعار الاحتفاء بـ “كوكب الشرق” أم كلثوم بمناسبة مرور 50 عاما على رحيلها، وتتضمن 41 حفلا موسيقيا بمشاركة 83 فنانا من مصر والعالم العربي، من بينهم الفنان المغربي فؤاد الزبادي.
