المصطفى الحروشي
ليست مجرد إشاعات أو مناوشات، تلك الخلافات الحادة داخل حزب العدالة والتنمية، الذي يسير الحكومة، بقيادة سعد الدين العثماني، يمكن السيطرة عليها بحوار داخلي، كما أكدت ذلك قيادات الحزب في العديد من الخرجات، بل هي تراكم كبير من الأخطاء التي اعترت طريقة تدبير الشأن الداخلي والتي خلقت توترات وتشنجات، نتجت عنها العديد من الإستقالات من هياكل الحزب وبنفس الأسباب تقريبا.
وفي هذا السياق أعلن الحسن بدري، المستشار الجماعي بدائرة تالوين بإقليم تارودانت، المقيم بفرنسا، الاثنين،عن استقالته من الحزب، وتجميد عضويته من المجلس الجماعي لأكادير أيت ملول، ومن العمل السياسي بالإقليم.
وقال بدري، في استقالته التي تتوفر الجريدة الإلكترونية “le12.ma” على نسخة منها، “لقد سبق لي أن بعثت لكم باستقالتي من حزب العدالة والتنمیة عبر البرید الإلكتروني منذ شتنبر الماضي، وفي ظل عدم التوصل من جانبكم بأي جواب یؤكد مدى وصول الرسالة من عدمه فإنني أؤكد مجددا تشبتي بھذا القرار الذي لم یكن ولید الیوم وأنتم على علم بذلك”.
وأكد الدكتور المتخصص في الجھویة المتقدمة والتنمیة الترابی، أن دور المستشار الجماعي الذي یراد منه بحضوره وبمشاركته، أن یضفي نوعا من الشرعیة على العبث بمصالح البلاد والعباد من جھة ومن جھة أخرى أتبثت الممارسة أن لا قیمة للمنتخب في ظل استمرار تدبیر الشأن الجماعي بعیدا عن منطق القانون والأخلاق وبعیدا عن أنظار ممثلي المواطین.
وأضاف بدري، أن استقالته جاءت، “إیمانا منا بعدم جدوى الإستمرار في ظل ھذا العبث، وفي ظل غیاب شروط الممارسة السیاسیة التي من شأنھا خدمة الوطن والمواطنین، وإنسجاما مع المبادئ والأخلاق وٱحتراما لكل من وضع فینا ثقته وكذلك احتراما لفئة عریضة من الكفاءات من أبناء الجالیة المغربیة بالخارج التي لن تقبل بمشاركة صوریة لخدمة الارتزاق من العمل السیاسي والعبث بالشأن العام كما أنھا لن تقبل بأن تبقى إلى الأبد أصلا تجاریا بید الأحزاب السیاسیة”.
وتابع بدري، “أنه لیس ھناك ما یدعو للإستمرار في المشاركة في الشأن العام بھذا الإقلیم لعدة اعتبارات لا یسع المجال لذكرھا، بعد مرور خمس سنوات من الممارسة المیدانیة كمستشار جماعي”.
وطالب بدري في ختام رسالته، من مسؤولي حزب العدالة والتنمية، أن ىیستحضروا حجم المسؤولیة والكف عن سیاسة الآذان الصماء لأن أنین ومعاناة المواطنین بقرى الإقلیم تجاوزت حدود الوطن.
