اختارت الجريدة الإلكترونية le12.ma، وحصريا، مناقشة موضوع كرة السلة المغربية مع مجموعة من الصحفيين المتخصصين الذين “بحت” حناجرهم و“جفت” أقلامهم و”ارتخت” أيديهم عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والإلكترونية، من أجل تقديم صورة متكاملة وحقيقية عن رياضة الأساتذة، عبر التاريخ.
ضيف اليوم، الصحفي المتخصص والإذاعي والواصف الرياضي المتميز (إذاعة طنجة)، يقدم قراءته لواقع رياضة الأساتذة. والبداية من هنا.
رشيد الزبوري
بدأ محمد الصمدي حديثه عن رياضة المثقفين قائلا :”لا يمكن أن نتحدث عن التغيير الذي طرأ على كرة السلة المغربية دون أن نستحضر فترة الإشعاع والازدهار الذي طبع مسيرة هذه الرياضة المدرسية والجامعية والتربوية، عبر سنوات عرفت قلة الإمكانيات المادية وضعف البنيات التحتية، وفي فترة أشرف على تدبير شأنها الإداري والتقني ثلة من المسيرين المثقفين النزهاء، كرسوا وقتهم و كفاءتهم وحنكتهم رفقة مكاتبهم التنفيذية من أجل السير قدما بهذا الاختصاص الرياضي الذي ارتقى أحسن وأفضل تسيير عرفته رياضة المثقفين على الإطلاق، وبالتالي وانطلاقا من هذه المعطيات، يتضح التغيير الكبير الذي طرأ على كرة السلة، إلى درجة لا يختلف اثنان على أن واقع الكرة البرتقالية تعيش أسوأ مرحلة في تاريخها أمام أعين الجميع”.
المراحل الأربع
وأضاف “كإعلامي رياضي متتبع لشأن كرة السلة الوطنية، يمكن أن أقسم فترات التسيير إلى ثلاث مراحل أو أربع، حيث يمكن أن نصنف مرحلة الدكتور يسري حمودة بمرحلة البناء ووضع الأسس المثينة والركائز الثابثة واللبنات الأولى لانطلاق كرة السلة في إطارها السليم، رغم أن الفترة تميزت بقلة الموارد وضعف البنيات التحتية الرياضية، باعتبار أن الاهتمامات في ذلك الوقت كانت تصب في رياضة كرة القدم التي كانت تستفيد من حصة الأسد من الميزانية العامة الوزارة الوصية المخصصة للجامعات الرياضية. لكن من الرغم من ذلك وبفضل مجهودات ثلة من المناضلين الرياضيين الذين يعشقون هذا الاختصاص، تمكنوا من وضع قاطرة كرة السلة المغربية فوق سكة الصواب”.
وقال أيضا :”في حين يمكن اعتبار مرحلة نور الدين بنعبد النبي هي أرقى المراحل التي عاشتها كرة السلة المغربية، حيث تمكن من هيكلة العصب الجهوية وإعطائها الصلاحية في تنظيم البطولات الجهوية، لا شك أنها ساهمت بشكل كبير انتشار رقعة الممارسة وظهور فرق ركزت على الفئات العمرية، و ساهم في نجاح هذه الاستراتيجية، قرار الجامعة الرامي إلى تنظيم النهائيات في مختلف المدن المغربية، قصد نشر اللعبة وتقريبها للناشئة وإثارة انتباه المسؤولين المحليين في جهات المملكة قصد الاهتمام بهذا النوع الرياضي، دون أن ننسى أن المغرب عرف في هذه الحقبة بناء مجموعة من القاعات المغطاة، وخصوصا بعد قرار الجامعة التي كان يترأسها بنعبد النبي، إجراء مباريات القسم الوطني الأول داخل القاعات، وتميزت هذه الفترة كذلك ببناء المركز الوطني لكرة السلة في إطار التواصل التي فتحها نور الدين بنعبد النبي مع اتحادات عربية، وهو أول مركز لجامعة رياضية على الصعيد الوطني”.
المرحلة الثالثة
أما المرحلة الثالثة من تاريخ كرة السلة المغربية، يقول محمد الصمدي” بداية الأزمة ستتفاقم مع التراكمات في الفترة التي تقلد فيها محمد دينية، رغما عنه نظرا لانشغالاته وطبيعة عمله آنذاك في وزارة الداخلية”.
وتبقى المرحلة الرابعة، يضيف الصمدي” من أسوأ المراحل التي عرفتها رياضة المثقفين مباشرة بعد انتخاب مصطفى أوراش كرئيس للجامعة، وإن كان في البداية إجماع على تزكيته يظهر في الصورة، لكن كان هناك عدم الاقتناع من طرف عديد من رؤساء أندية الصفوة بالخصوص”
وقال محمد الصمدي، إن الواقع أكد ذلك، بعد بروز جملة من المشاكل وانقسام المكتب المديري وخروج بعض الأعضاء من داخل دواليب الجامعة إلى المعارضة، ثم بعدها إلى القضاء والمطالبة بالمحاسبة و الافتحاص، لتدخل الوزارة على الخط و تجميد المكتب المديري وتعيين لجنتين مؤقتيتين فشلتا في إيجاد الحل المناسب لإنقاد كرة السلة المغربية وإخراجها من السكتة القلبية.
ويلخص الصمدي الوضع ” هذه هي أسوأ مرحلة زجت بكرة السلة إلى الموت السريري في انتظار ما يمكن أن تسفر عنه الأيام المقبلة “.

واجب مبدأ المحاسبة
وأكد ضيفنا “إذا لم تكن هناك الصرامة والحياد من طرف الوزارة الوصية وتقرير مبدأ المحاسبة والمسائلة، لا يمكن إلا أن نعيش السلة المغربية مراحل هيتشكوكية أخرى وقد تعصف بما تبقى من آمال لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ويبقى الخاسر الأول والأخير في خضم هذه الوضعية هي كرة السلة الوطنية و المتدخلين في اللعبة “.
رثاء واقع السلة
واختتم محمد الصمدي مشاركته في “صحفيون يحاكمون واقع السلة “قائلا ” كم حرمنا من طفلة وطفل في مرحلة الفراغ؟ وكم ضيعنا انخراطات جديدة من الفئات العمرية بالأندية؟ وكم بعثرنا فرصة توسيع رقعة الممارسة ورفع عدد رخص المنخرطين الجدد؟ ما هو مصير اللاعبين والمدربين والحكام الذين تأثروا بشكل كبير من هذه الوضعية؟ أين نحن الآن من التزاماتنا العربية والإفريقية والدولية من خلال مشاركة المنتخبات الوطنية بكل فئاتها العمرية؟، وقال” من هذه المعطيات وجب تدخلا عاجلا للوزارة الوصية واللجنة الوطنية الأولمبية المغربية، دون تناسي تطبيق القوانين ونضيع وقتا نؤدي ثمنه غاليا وإعلان عن انطلاقة كرة السلة المغربية، وندرس الحيثيات ونحاسب كل من كان وراء هذا الجمود، وخصوصا إذا تبث إخلال مالي من خلال تقارير مكتب الافتحاص، ومنه يمكن العمل على تلميع وجه كرة السلة في إطار علاقته مع الخارج ومساهمة الجميع بروح المسؤولية الوطنية ونكران الذات من أجل انطلاقة سليمة”.
