ع. الرزاق بوتمزار

لستُ من هواة مشاهدة كلّ ما “يطلع” في صفحتي من فيديوهات، لكنْ أثارت انتباهي، قبل أيام، “لقطات” في روبورتاج عرضته قناة صحيفة إلكترونية حول”حجّ” جماعي للهنود لنهر الـ”غانغ”.

كان عدد هؤلاء الأقوام الذين تناقلت وسائل الإعلام صورَهم كبيرا إلى درجة أنّي تساءلت هل تخلّصتْ بلادهم من الفيروس بصفة نهائية حتى “يحجّوا” بطريقتهم أو معتقدهم الديني أو طقسهم المجتمعي إلى هذا المقدّس، الذي “يغرق” بالبشر حين يحلّ هذا الطقس الجماعي، الذي بدا لي أنه يسير بهم إلى الهاوية رأسا..

 

تحقّق ما فكّرت فيه وخفت منه، فقد بدأت الأخبار المفزعة تصل تباعا من هناك، منبئة بتسجيل ما يناهز نصف مليون إصابة يوميا بجائحة كورونا خلال كل 24 ساعة!… نعم، ما يقرب من 500 ألف إصابة تسجّل يوميا في بلاد “المهاتما”.

 

وطبعا، في ظل تسجيل ما يفوق الـ300 ألف حالة إصابة جديدة كل يوم تقريبا خلال المدة الأخيرة، لم يكن للوفيات إلا أن ترتفع أيضا إلى مستوى مفزع إلى درجة أنه أقيمت لهم… محرقات جماعية في مختلف المدن الموبوءة، التي شهدت هجمة شرسة للفيروس التاجي، الذي قُتل اليوم الأحد فقط أزيد من ألفي شحص..

 

ودون الخوض في عادة إحراق الجثث هناك، وما يمثله ذلك من تمثيل بالجثث ونشر للأوبئة وتلويث للبيئة.. وبغض النظر عن كون بريطانيا تصنع لقاح “إسترازينيكا” فى الهند تحديدا الآي تشهد هذه المحرقة الجماعية الرهيبة وكون أمريكا تمنع وصول اللقاحات إلى الهند، التى تتضور نسبة كبيرة من شعبها جوعا وتدّعى (أمريكا) “تضامنها” مع الأرمن فقط لإيجاد ذريعة لـ”تقليم أظافر” تركيا، فإن ما يحدث هناك كارثة بكل المقاييس.

 

ففي الهند، يا سادة يا كرام، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من أربعة أضعاف سكان الولايات المتحده والتي لقّحت أكثر من 70 مليوم شخص، يلزم كثير من الوقت لتلقيحهم، لكنهم لم يصبروا على عادة “الاغتسال” في النهر المقدّس، في أزمن لم تعد تسمح بالجهل المقدّس، الذي لن تكون نهايته سوى كارثية.. وهذا ما حدث في بلاد الهند.

ولَكَم أن تتصورا رقما آخر وهو  أن إجمالي عدد حالات الإصابة فاق 16.9 مليون حالة حتى الآن. وأمام التطورات المأساوية مؤخرا، صارت حتى محارق الجثث والمقابر عاجزة عن استيعاب الأعداد المرتفعة للوفيات، إثر موجة جديدة رهيبة من كورونا، بعد استنفاد إمدادات الأوكسجين، الكفيلة بإنقاذ حياة بعض المرضى الكثيرين في بلد يشهد انفجارا ديموغرافيا وكثافة سكانية عالية.

 

أرجو أن يتّعظ البعض عندنا مما يحدث بعيدا عنا ويدخلوا سوق جواهمْ ويتكمّشو ويخلّيونا راه وزارة صحّتنا ومستشفياتنا وتجهيزاتها عْلى قدّ الحال وما عندها قدرة على تحمّل ارتفاع لا قدّر الله في عدد الإصابات في ظل هذا التسيّب الذي نلحظه من خلال عدم الالتزام بقرار حظر التنقل الليلي. وْالله يلطف بنا.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *