في خطوة تعكس الدعم المستمر لأهل القدس الشريف، جرى اليوم الإثنين استقبال 50 طفلا وطفلة من القدس للمشاركة في فعاليات الدورة الـ 16 للمخيم الصيفي لفائدة أطفال القدس، دورة “حارة المغاربة”، التي تنظمها وكالة بيت مال القدس الشريف، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس.

محمد ابن ادريس

في إطار الدعم المستمر والتلاحم الأخوي الراسخ بين المغرب وفلسطين، انطلقت يوم الأحد 10 غشت 2025 الدورة السادسة عشرة للمخيم الصيفي لفائدة أطفال القدس، التي تحمل هذا العام عنوان دورة “حارة المغاربة”، وستستمر إلى غاية 26 من الشهر نفسه.

وينظم هذا المخيم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، حيث سيجمع أطفال القدس في عدة مدن مغربية منها الدار البيضاء، الرباط، طنجة، أصيلة، المضيق، تطوان، وشفشاون.

ويهدف المخيم إلى تعزيز الروابط الثقافية والاجتماعية بين أطفال فلسطين وإخوانهم المغاربة، من خلال برنامج غني ومتنوّع يشمل أنشطة تربوية وثقافية ورياضية تجمع بين الترفيه والتوعية.

وقد انطلقت فعاليات المخيم برحلة جوية من القدس إلى الدار البيضاء مرورًا بأبو ظبي، حيث استُقبل الأطفال بحفاوة في مطار محمد الخامس الدولي يومه الإثنين 11 غشت.

في اليوم التالي، الثلاثاء 12 غشت، سينتقل أطفال المدينة المقدسة إلى مدينة طنجة عبر القطار السريع “البراق”، حيث سيُخصص لهم حفل استقبال رسمي، سيتلوه إطلاق “برنامج المدرسة الصيفية” التي ستضم ورشات تفاعلية ومعارض حول آليات حماية الأطفال، والذكاء الاصطناعي، والألعاب الإلكترونية.

وستشمل الفعاليات جولات سياحية على متن حافلة مكشوفة في طنجة، سيزور خلالها الأطفال متحف “فيلا هاريس” و”طنجة الدولية”، إضافة إلى منتزه “بيرديكاريس”، و”كاب سبارتل”، و”مغارة هرقل” الشهيرة. كما سيتم تنظيم دوري رياضي في كرة القدم داخل الصالات للذكور، وكرة السلة للإناث، مع إقامة أمسيات ترفيهية في مدينة الألعاب “منار بارك”.

وفي سياق متصل، سيزور الأطفال مدينة شفشاون الجبلية الجميلة، حيث سيجولون في أزقتها العتيقة الساحرة، وسيشاركون في دروس عملية لركوب الزوارق الشراعية بالنادي الملكي للزوارق بطنجة، ما سيضيف بعدًا رياضيًا وترفيهيًا مميزًا للبرنامج.

ومع انتقال المخيم إلى مدينة المضيق المتوسطية، سيستمتع الأطفال المقدسيون بجولة بالحافلة على شواطئ المدينة، مع زيارة المعالم التاريخية والسياحية لمدينة تطوان، بالإضافة إلى عروض فنية ومسرحية وسينمائية. وسيتواصل البرنامج عبر أنشطة تبادل ثقافي مع مخيمات وزارة الشباب بالغابة الدبلوماسية، في موضوع “عناصر المعرفة بالثقافة والفنون المغربية الأصيلة”، بمشاركة المديرية الجهوية لقطاع الشباب بطنجة.

وستشهد مدينة طنجة جولات ثقافية وعروضًا ترفيهية في مدينة الألعاب “منار بارك”، إضافة إلى دوري في الألعاب الإلكترونية بـ”دار الشباب حسنونة”. ويتضمن البرنامج جولة شاملة في طنجة الكبرى، وزيارات متعددة للمعالم التاريخية والفنية مثل القصبة، وفضاء ذاكرة ابن بطوطة، ومتحف الفن المعاصر، وباب البحر، وبرج دار البارود، إلى جانب أسواق المدينة العتيقة.

ومع انطلاق المرحلة الثانية في الرباط يوم 20 غشت، سيشارك الأطفال المقدسيون في صبحيات تنشيطية لممارسة الألعاب البحرية، وسيزورون معرض السيرة النبوية الشريفة بمقر الإيسيسكو، بالإضافة إلى حفل فني بمناسبة عيد الشباب المجيد بمشاركة أطفال القدس. وستشمل الزيارات ضريح محمد الخامس، مقرات الحرس الملكي بالمشور السعيد، مقر البرلمان، ومركب محمد السادس لكرة القدم بمدينة سلا.

كما سيستمتع المشاركون بزيارة حديقة الحيوانات بالرباط، قبل أن يختتم المخيم بحفل رسمي مميز في مقر وكالة بيت مال القدس الشريف التي تشرف على تنظيم الدورة السادسة عشرة للمخيم الصيفي لفائدة أطفال القدس – دورة “حارة المغاربة”، كما الدورات السابقة.

دور جلالة الملك في دعم القضية الفلسطينية

يُعتبر صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، رمزًا راسخًا للدعم المستمر للقضية الفلسطينية وأهل القدس الشريف.

فمنذ اعتلائه عرش المملكة، جعل جلالته نصرة فلسطين والدفاع عن حقوق أهلها من أولويات السياسة الخارجية المغربية، مع التزام قوي بحماية المدينة المقدسة والحفاظ على هويتها الإسلامية والعربية.

وقد ارتبط دعم جلالة الملك بالقضية الفلسطينية بمبادرات ملموسة على المستويين الدبلوماسي والإنساني، عبر رعايته لمشاريع تنموية وصحية وثقافية في الأراضي الفلسطينية، وجهوده المستمرة لتعزيز التضامن العربي والإسلامي والدولي مع الفلسطينيين. كما حرص جلالته على إبراز القدس كقضية مركزية، وتعزيز صمود أهلها في وجه محاولات التهويد عبر وكالة بيت مال القدس الشريف.

وتتجسد هذه الرؤية الملكية الثاقبة من خلال مبادرات عدة، منها دعم التعليم والثقافة عبر تنظيم مخيمات صيفية لأطفال القدس، ودعم المؤسسات الخيرية والصحية، فضلاً عن حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية.

إن التزام جلالة الملك محمد السادس الثابت بالقضية الفلسطينية يعكس قيادة حكيمة ومسؤولة تجمع بين التضامن والأخوة، وترسم رؤية واضحة لمستقبل يعمّه السلام في المنطقة.

ويُمثل هذا المخيم الصيفي، الذي يجمع بين التعلم والترفيه، نموذجًا حيًا للروابط القوية التي تجمع المغرب وفلسطين، ويؤكد حرص المغرب تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس على دعم القضية الفلسطينية، خصوصًا أطفال القدس، الذين سيكونون حراس المستقبل وأمل الأمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *