قراة في الصحف -le12.ma

 

باشرت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بإشراف النيابة العامة، أبحاثا لتحديد هوية الواقفين وراء نشر وإعادة نشر فيديوهات قديمة تخصّ حوادث سابقة والادعاء بأنها جديدة ونشرها على مواقع التواصل السريع، مع إعطائها عناوين تهدف إلى بثّ الرعب في النفوس وإثارة الفوضى والقلاقل.

وبدأت هذه التحقيقات الجديدة بعد تواتر السلوك نفسه وتكرر عمليات نشر أخبار زائفة لأغراض لا يعلمها إلا الواقفون وراء تلك السلوكات المرفوضة، التي تسبب إزعاجا كبيرا للإدارات المعنية والمواطنين معا.

ويستغل “صنّاع” الأشرطة المشبوهة، بحسب “الصباح” حادثا قديما أو معزولا ويعلقون عليه بكيفية تثير الفزع، مع كتابة تعبيرات لجذب الانتباه من قبيل “وقعَ قبل قليل”، أو “شاهد قبل الحذف” أو “ما لم ينشر عن كذا”… ويرفق آخرون تعليقات بعبارات تشجّع على النشر والتعميم، من قبيل “يجب نشر هذا الشريط على أكبر نطاق”، ما يظهر النية المبيتة لإثارة الفوضى والفزع بين المواطنين لدى هؤلاء.

من هذه الأشرطة التي راجت في اليومين الماضيين، مثلا، استغلال مصرع دركي في حادث سير وقع في 14 ماي الماضي، إثر فرار بارون مخدرات بالطريق الرابطة بين طنجة والقصر الصغير، إذ وضّبت “أياد خفية” الشريط المصور للدركي الراحل وهو مضرج في دمائه أثناء محاولة نقله من مكان الحادث وادّعى مفبركوه أن الأمر يتعلق بـ“العثور على دركي مذبوح في طنجة”.. ونشره على مواقع التواصل.

إضافة إلى هذا الشريط، استغلّ “مروجو الفتنة” شريطا صوره صحافي في أحداث تمرد نزلاء إصلاحية عين السبع، في يوليوز 2016، لـ”بعث” الشريط في رمضان الأخير وإرفاق الشريط بتعليق “مثير” يتعلق بسجن عكاشة و”وقع قبل الإفطار بقليل”، وقد لقي شريط الذي لقي “رواجا” واسعا وسبّب مآسي لأقارب النزلاء الذين ظلوا يتساءلون ويستفسرون. كما تحرّكت الهواتف من سجون أخرى وغير ذلك مما سببه الفيديو من قلق ورعب. ورغم أن مندوبية السجون أصدرت إعلانا كذّبت فيه وقوع الحادث ووضحت سياق الشريط، فإن ترويج الفيديو ظلّ متواصلا.

ولا تتوقف عمليات النشر على أشرطة تتم فبركة مضمونها، بحسب المصدر ذاته، بل تتعداه إلى أخبار تهدف إلى الغرض نفسه ويتم إعطاؤها صفة “الرسمية” بمنحها مصدرا معروفا أو موثوقا، من قبيل “وزارة كذا” أو وكالة الأنباء وغيرها.

وتابعت اليومية أن المقاطع المصورة والصوتية تحولت إلى مصدر خطر بسبب كثرة التطبيقات وتطور تكنولوجيا الفبركة والخداع السينمائي، عبر التعديل والتزييف والتشبيه والكذب وغيرها مما يصبو إليه الراغبون في إثارة الرعب والفوضى، ما يتم الغلو فيه خلال الاحتجاجات، بغية تحويلها إلى فتنة دم وتغيير مسار المطالب الشعبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *