شباب، جيل Z «متمرد»، على ترسبات المجتمع وقواعد الضبط، وخارج طوع الترويض السياسي، والتوظيف الحزبي / الانتخابوي (غالبتهم غير مسجل في اللوائح الانتخابية)، كما أنهم يرون أن الحرية هي الأساس.
*جواد مكرم
في المغرب كما في عدد من الدول، خاصة الغربية منها، وجدت مجتمعاتها نفسها أمام (جيل Z)، ليس مصطلحا فقط وأنما كفكر ونمط عيش ومطالب وغيرها.
خلال الساعات الماضية، كان المغرب على موعد مع ظهور (جيل Z)، في الشارع بأسلوب إحتجاج غير مألوف، وطريقة تفكير مختلفة، وأفق لا علاقة له برهانات شيوخ الدولة والمجتمع.
ذلك ما تشير إليه العديد من التعبيرات والسلوكيات التي ظهرت في تعامل شباب جيل Z مع توقيفات القوات العمومية، أو من خلال رفع مطالبهم الفئوية. إنهم شباب، «متمرد»، على ترسبات المجتمع وقواعد الضبط، وخارج طوع الترويض السياسي، والتوظيف الحزبي /الانتخابوي (غالبتهم غير مسجل في اللوائح الانتخابية)، كما أنهم يرون أن الحرية هي الأساس.
يقول الكاتب والباحث العربي، أمجد المنيف في مقال له حوّل الموضوع، ” يُتداول كثيرًا هذه الأيام مصطلح (الجيل Z)، وقد اختلف في تحديد عام الولادة التي يبدأ بها الجيل”.
وتابع، “تشير هيئة الإحصاء الكندية (Statistics Canada) إلى أن الجيل Z يبدأ مع أولئك الذين وُلدوا في العام 1993، إلا أنه من المفهوم على نطاق واسع أن أولاد هذا الجيل ولدوا عمومًا بين منتصف التسعينات ومنتصف العقد الأول من الألفية الثانية. وقد وصف تقرير نشره مركز بيو للأبحاث (Pew Research Center)، هذا الجيل بالذات بأنه “ما بعد جيل الألفية”، وذكر أن أولئك الذين يندرجون في هذه الفئة ولدوا في العام 1997 وما بعده”.
ويرى، “في حال اعتبار جيل الألفية “رواد التقنية”، فإن الجيل Z يعيش في عمق “الابتكارات التقنية”، لذلك يوصفون أيضًا بـ: DIGITAL NATIVE”.
يتميز الجيل، وفق ذات المصدر ،” بأنه غير مؤدلج، ويبني أفكاره غالبًا على الاستهلاك المباشر القائم على الاختيار، والذي يختلف كثيرًا عن الأجيال السابقة في الأولويات والاهتمامات، ونوعية القضايا التي تشغله ويدافع عنها”.
وأضاف، “لأنه يعرف جيدًا ماذا يريد، ويعبر عن الرغبات بوضوح ومباشرة، ولديه طرقه الخاصة ببناء الذات، ويميل للاستقلالية، يُتهم كثيرًا بالنرجسية. بينما يرى أبناء الجيل أن طريقتهم تعبر عن الواقعية”.
وجاء في البحث: “لدى جيل Z طرق مختلفة في التواصل، واختيار الصداقات، ومفاهيم حديثة عن العمل والتسوق وبناء الثروة، وكذلك في التعامل مع المنصات الرقمية”.
جيل Z ..جيل الغنى
لا تزال الإحصاءات المحلية أو الإقليمية شبه معدومة، لكن عالميًا -أو في أميركا تحديدًا وهي المقياس غالبًا- فإن 72 % من جيل Z قالوا إنهم سيقومون بسهولة أكبر بالشراء من العلامات التجارية التي يتابعونها على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويعتقد 40 % أن العلامات التجارية يجب أن تجعلهم يشعرون بالقيمة، قبل أي شراء، بينما قال 33 % إنهم لن يعملوا في أي مكان لا يكون لهم فيه رأي.. كما أن القلق ونقص الحوافز، والتقليل من احترام الذات، يمكن أن تكون عوائق أمام نجاحهم الوظيفي.
وتابع أمجد “يهتم الجيل الحديث بطرق الكسب المالي السريعة، ويساعدهم في ذلك الفرص الحديثة كالعملات الرقمية وقنوات البث والألعاب، واستخدام التقنية للتعلم والتواصل”.
يتوقع (Bank of America) أن مداخيل الجيل Z ستتجاوز دخل جيل الألفية، ويعتبر الجيل الأسرع نموًا عبر جميع مجموعات الأجيال.
ومن المتوقع أن يزيد دخل هذا الجيل خمسة أضعاف بحلول عام 2030 ليصل إلى 33 تريليون دولار مع دخولهم مكان العمل، وهو ما يمثل أكثر من ربع الدخل العالمي، ثم يتجاوز دخل جيل الألفية بحلول عام 2031.
ويعتقد أمجد المنيف وهو كاتب سعودي بوجود” سمات مشتركة في أي مجموعة، سواء كانت محدودة أو ترتقي إلى حجم الجيل، لكن بالتأكيد هناك فوارق فردية وظروف مختلفة، قد تكون نقاط الاشتراك بين المنتمين للجيل أكثر، مثل أي جيل آخر، لكن التعميم -إيجابًا وسلبًا- قد لا يكون دقيقًا”.
وخلص أمجد المنيف إلى القول في مقاله البحث حول جيل Z. ” حداثة عمر الجيل، ومحدودية التجربة، قد لا ترتقي إلى منح الوصوفات النهائية، الأهم، هو منح الجيل حقه في أن يشبه نفسه وسياقاته، لا أن يكون نسخة من أعمار أخرى. والسلام..”.
هي قراءة في فكر وسلوك ووعي.. جيل Z، الشباب الذي يساءل اليوم في المغرب والغرب والشرق الدولة والمجتمع، حول حقوق جيله، بعيدا عن التوظيف السياسوي/ الانتخابوي، على الرغم من محاولات اليسار الجدري والإسلام السياسي، الركوب على موجة شارع جيل Z.
