توكل كرمان… مجرد ذكر هذا الاسم يستدعي صورة براقش في الأذهان، تلك الكلبة التي أذاعت نباحها على غير قصد فأهلكت قومها.

لكن “براقشنا” الحديثة لم تهلك قوماً عن طريق الخطأ، بل عن طريق “الاجتهاد” و”التنظير الثوري” الحاصل على جائزة نوبل!..

هي ليست براقش، بل “مصيبة” بجواز سفر دبلوماسي، و”صوت” يصرخ بنشاز لا يطرب إلا من يعشقون سماع خرير الأوطان وهي تنهار.

في اليمن، بلدها الأصلي، حيث كان يمكن لصوتها أن يكون بلسمًا يوحّد، فضّلت أن تكون مزماراً يعزف لحن التشرذم والدمار.

حصلت على نوبل للسلام، وكأن الجائزة مُنحت تقديراً لجهودها في “إحلال السلام الهيكلي” المتمثل في تحويل بلد سعيد إلى خراب!.. إنها نموذجٌ حيٌّ لـ”المناضل” الذي يُشعل النيران ليبيع طفاية حريق بسعر خيالي.

لكن يبدو أن سوق “المصائب” في اليمن قد تشبّع، فقررت “مُصدّرة الأزمات” التوجه نحو أسواق جديدة.

وهكذا، انطلقت “بومة الإخوان” في رحلاتها “الجهادية الإلكترونية” لتحريض وتهييج الأوطان العربية المستقرة، محاولة إقناع الشعوب بأنها لا تعرف كم هي “مظلومة” و”مُستعبدة” إلا إذا تبعت “الداعية” التي تطل من شرفة إسطنبول الفارهة!..

هي تبيع نظرية “الحرية” عبر شاشة هاتف محمول، وتطالب بالنزول إلى الشوارع والمخاطرة بالمستقبل في حين أنها تكتفي بإرسال “تغريدات” من منطقة آمنة لا تعرف انقطاع الإنترنت.

ومؤخراً، حاولت “نوبل للفتن” أن تُسلط “نعيقها” على المغرب، هذا البلد الذي يبدو أن مناعته الوطنية قد تجاوزت كل التوقعات.

يجب أن تعلمي أن “نعيقك الثوري” لا يصلح مع “الإيقاع المغربي”! المغرب ليس “لعبة فيديو” يمكن تشغيلها وإيقافها بضغطة زر، فالمغاربة شعبٌ مُحصّنٌ ضدّ بضاعتك الرديئة من “الأوهام الثورية” المُنتهية الصلاحية.

تحاولين تصوير المغرب كـ”صفيحة زيت” قابلة للاشتعال، لكنك تكتشفين أن الشعب هناك متمسك بـ”طاجينه” الأصيل، والمُتبّل بالوفاق والتاريخ والعرش، ولا يرى فيك سوى “بائعة متجولة” تحاول بيع ماكينة خياطة مكسورة في سوق مكتفٍ بـ”الجلابة” المصنوعة يدوياً.

مهما هتفتِ وهيجتِ، سيبقى صوتك هناك مجرد ضوضاء خلفية لا تفسد هدير الأمواج على شواطئ الدار البيضاء.

“نوبل للفتن” تحاول أن تكون “المرشدة الثورية” للعرب، وهي لا تدري أننا لم نعد نثق في أي مرشد يأتينا ببنزين على أنه ماء.

براقش أهلكت قومها بنباحها، لكن توكل تهلك نفسها، وتكشف كل يوم أنها ليست أكثر من نموذج مكرر وفاشل لـ”المناضل الفندقي” الذي يبيع الأوطان مقابل حفنة من الأضواء واللقاءات التلفزيونية والجوائز التي كان الأجدر بها أن تُمنح لمن يعملون بصمت لإعادة بناء ما ساهمت هي في تدميره.

إدريس لكبيش/ Le12.ma

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *