أكد المشاركون في مائدة مستديرة، نظمت اليوم الثلاثاء بالرباط، أن تمكين النساء اقتصاديا ليس مجرد خيار سياسي بل التزام أخلاقي واستراتيجي يقوي نسيج المجتمع ويعزز مكانة المرأة.

وشددوا خلال هذا اللقاء، الذي نظمته فدرالية سيدات الأعمال والمهن بالمغرب، بشراكة مع غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الرباط سلا القنيطرة، تحت شعار “نساء الأعمال والمهن شركاء في التنمية”، على ضرورة تمكين المرأة عبر دعم المقاولات النسائية، وتيسير ولوج النساء إلى التكوين والأسواق، وتعزيز حضورهن في مراكز القرار، بما يسهم في تنمية جهوية شاملة ومستدامة، مبرزين أن نساء الأعمال والمهن لسن مجرد شريكات في التنمية، وإنما يشكلن محركات أساسية لها بفضل ما يقدمنه من ابتكار وصمود وقدرة على التغيير.

وبهذه بالمناسبة، قالت وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، نعيمة بن يحيى، إن شعار اللقاء يعكس الوعي المتزايد بأهمية إدماج المرأة بشكل فعلي في مسارات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشيرة إلى أن هذا الشعار لا يقتصر على إبراز حضور النساء في عالم الأعمال والمهن، بل يؤكد أيضا على دورهن كشريكات أساسيات في بناء اقتصاد وطني متوازن ومستدام.

وشددت، في كلمة تليت بالنيابة عنها، على أن “هذا الاختيار يتماشى مع المنحى الحقوقي الذي ما فتئ يعبر عنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في العديد من المناسبات، حيث أكد جلالته على التزام المملكة بتكريس المساواة بين الجنسين ومناهضة جميع أشكال التمييز، وعلى كون التنمية الحقيقية لا تتحقق إلا من خلال مشاركة النساء والرجال على حد سواء في وضع ركائزها ومواكبة تطورها”.

من جهتها، قالت فتيحة عثمان، رئيسة فدرالية سيدات الأعمال والمهن بالمغرب، إن تنظيم هذا اللقاء يجسد رؤية طموحة لمستقبل المرأة المغربية كفاعلة مؤثرة في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

وأضافت أن هذه الشراكة تمثل التقاء إرادة المجتمع المدني بخبرة المؤسسة الاقتصادية الرسمية، وتشكل خطوة عملية لدعم المقاولات النسائية وتعزيز حضور المرأة في المشهد الاقتصادي الوطني، مشددة على أهمية النقاش التفاعلي والبناء حول سبل تعزيز مشاركة النساء في التنمية.

من جانبه، أكد رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الرباط سلا القنيطرة، حسن صاخي، على أهمية هذا اللقاء في إبراز الدور المحوري الذي تضطلع به نساء الأعمال في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشيرا إلى أن رائدات الأعمال يبرزن اليوم كقوة اقتراحية وفاعلة تساهم في خلق الثروة وتوفير فرص الشغل وتعزيز تنافسية الاقتصاد المحلي والجهوي والوطني.

كما أكد حرص الغرفة على جعل دعم النساء المقاولات ضمن أولويات عملها من خلال برامج التكوين والمواكبة، وتشجيع المبادرات النسائية، وتيسير انفتاحهن على الشراكات مع الفاعلين الاقتصاديين والمؤسساتيين، لافتا إلى أن تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص يعد مدخلا أساسيا لإرساء منظومة قوية لدعم المقاولة النسائية.

بدورها، اعتبرت سفيرة الأردن بالمملكة، جمانة غنيمات، أن هذا الحدث مناسبة للتأكيد على دور المرأة في الاقتصاد ومساهمتها في التنمية، مشيرة إلى أن النساء في المغرب والأردن “محظوظات” بفضل الإرادة العليا لقائدي البلدين في دعم النساء وتمكينهن من دور أكبر وأقوى في المشاركة الاقتصادية.

من جانبها، أبرزت سفيرة السودان، مودة عمر حاج التوم، أن المنطقة العربية تشهد تحولات اقتصادية واجتماعية كبرى تتطلب من النساء تبادل التجارب والخبرات، مذكرة بأن المرأة العربية كانت على الدوام رائدة في مختلف المجالات، من إدارة الأسرة وشؤون البيت إلى الانخراط في الصناعات والتخصصات الدقيقة.

وتميز هذا اللقاء، الذي نظم احتفاء بالذكرى 95 لتأسيس الاتحاد العالمي لسيدات الأعمال والمهن، والذكرى 10 لتأسيس فيدرالية سيدات الأعمال والمهن المغرب، بتوقيع اتفاقية شراكة بين غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الرباط سلا القنيطرة والفيدرالية، تهدف إلى وضع إطار عمل مشترك بين الطرفين يمكن من التوعية والتحسيس في مجال الصناعة والتجارة والخدمات وتعزيز القدرات في مجال تطوير المقاولات النسائية والمقاولة الناشئة، وتنظيم دورات تكوينية وندوات وأنشطة متعلقة بالمقاولات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *