أعلن اتحاد العمل النسائي بتطوان، اليوم الخميس 9 أكتوبر الجاري، تضامنه القوي مع الأستاذة الجامعية لبنى بوناب، التي تقدمت بشكاية رسمية لدى وكيل الملك، تؤكد فيها تعرضها لتعنيف نفسي وتشهير وتمييز قائم على النوع، من طرف أستاذ يعمل بالمؤسسة نفسها، المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بتطوان.
البيان، الذي توصل موقع Le12.ma بنسخة منه، حمل نبرة استنكار واضحة، معتبرًا أن ما تتعرض له الأستاذة من تشهير وتهديد وتحطيم لسمعتها المهنية هو انتهاك مزدوج: انتهاك لكرامة امرأة داخل الفضاء الجامعي، وانتهاك لروح الجامعة التي يُفترض أن تظل نموذجًا للتعدد والانفتاح والتسامح الفكري.
وفي الوقت الذي يُفترض أن يكون فضاء الجامعة مجالًا للحوار والإنتاج العلمي، يتحول أحيانًا إلى ساحة للتجريح والتمييز، وهو ما يكشف هشاشة الثقافة المؤسسية في التعاطي مع قضايا النوع والمساواة.
وقد طالب اتحاد العمل النسائي بتفعيل القوانين الوطنية ذات الصلة، وعلى رأسها القانون 103.13 المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء، إضافة إلى المواد 52 و53 و56 من القانون الجنائي، وكذا مقتضيات المرسوم المنظم لموظفي الجامعات، التي تلزم الإدارة بحماية أطرها من أي مضايقات أو تهديدات.
وتكمن خطورة الحادث، وفق متابعين للشأن الجامعي، في أنه وقع داخل فضاء أكاديمي يُفترض أن يكون منبعًا للعلم والاحترام، لا ساحة لتصفية الحسابات أو فرض الوصاية الفكرية أو السلوكية على الزملاء والزميلات.
وهو ما دفع عددًا من الفاعلين الحقوقيين والمدنيين إلى التساؤل عن خلفيات هذا السلوك، وعما إذا كانت بعض المرجعيات الفكرية المتشددة ما تزال تجد طريقها إلى فضاءات التعليم العالي، في تناقض تام مع قيم الحداثة والمساواة التي يكرسها الدستور المغربي…
بهذا البيان، يفتح اتحاد العمل النسائي من جديد نقاشًا مؤجلاً حول العنف المعنوي في الجامعة المغربية، وهو عنف خفيّ يتخذ أشكالًا متعددة: من الإقصاء الرمزي إلى التشكيك في الكفاءة، ومن التحامل المهني إلى استعمال المنابر الإعلامية وشبكات التواصل لتصفية الحسابات.
إنها ممارسات تُحدث شرخًا في الثقة داخل الوسط الجامعي، وتضرب في العمق صورة الأستاذة الباحثة التي ما زالت تُكافح لإثبات حضورها في فضاء ذكوري في كثير من جوانبه.
ولعلّ الرسالة الأهم اليوم ليست فقط في التضامن مع الأستاذة الضحية، بل في إعادة تحصين الجامعة من كل نزعة فكرية أو سلوكية تناقض قيمها، لأن حماية المرأة الأكاديمية هي في الجوهر دفاع عن حرمة المعرفة وعن حق الأجيال القادمة في فضاء علمي حرّ وآمن من كل عنف أو تمييز…
