ميزانية مهمة من أموال دافعي الضرائب خصصت لدعوة صناع محتوى من العالم العربي ودول إفريقيا جنوب الصحراء من أجل جولة تفقدية للملاعب المغربية قيد التشييد، البداية من محطة طنجة..

ليس المشكل في كرم الضيافة المعروف علينا كمغاربة، ولا العيب في فندق الإقامة الفخم في عروس الشمال، ليكون أبو سروال وأصدقاؤه في ظروف جيدة من أجل صناعة محتواهم.. لكن العيب فينا!.

العيب أننا لم نستوعب أنه لم يعد مرغوب فينا في المنظومة، تجاوزنا زمن الأرقام التي يصنعها “السوشال ميديا” وفاتنا قطار البراق في محطة ما قبل عصر المؤثرين والمؤثرات.. لم تعد حتى ثقافتنا الكروية التي تربينا عليها تشفع للحديث في الكرة مع صناع محتوى الكرة.. لقد سلبوا منا الكرة ليلعبوا بها في منصاتهم..

حتى ملاعبنا تحولت إلى محتوى رقمي، وكرتنا فقدت شعبيتها التي خلقت لشأنها.. والخوف كل الخوف من أن تتحول حتى السلطة الرابعة إلى سلطة خامسة..

لماذا؟

لأننا ببساطة في عصر تقديس الأرقام وتأثير الستوري.. فالقلم الذي كان يصنع الرأي العام جف حبره أمام تغول هذا الكائن الدخيل علينا جميعًا، والذي إذا حاولت التعايش معه زاد تغولًا..

الخبر لم يعد مقدسًا لأن أبو سروال عرّى واقع ملعب طنجة قبل صحافة طنجة.. والتعليق لم يعد حرًا لأنه تقيد بأسوار صناع المحتوى عبر منصات لا تعرف الإجابة عن الأسئلة الست ولا الهرم المقلوب.. لم تسمع يومًا عن دروس طلحة جبريل ولا عن فنون إلقاء فاطمة الإفريقي..

إنهم يصنعون، ماذا يصنعون.. دعهم يصنعون!.

معشر الصحافيين..

هيا لنفتح قنواتنا على “تيكتوك” وندعو الجميع للتكبيس..

سأتوقف هنا.. رفعت الأقلام وجفت الصحف

*عمر الشرايبي- صحفي وناقد رياضي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *