سيدي العايدي (إقليم سطات)، يوم 2 دجنبر 2025 ،دشنت مجموعة ZENAFRIK DEVELOPPEMENT، يوم الثلاثاء، LOGINTEK، أول منطقة صناعية ولوجستية خاصة، متكاملة بالمغرب. ويعد هذا الحدث البارز محطة حاسمة في المشهد الصناعي لجهة الدار البيضاء-سطات.

نموذج متميز ومبتكر

إن LOGINTEK ليست مجرد منطقة صناعية، بل هي منظومة متكاملة صممت لتلبية احتياجات جميع الشركات الحديثة، من المقاولات الصغرى والمتوسطة إلى أكبر المجموعات الدولية. فمن خلال دمج بنية تحتية صناعية متطورة، وخدمات لوجستية متقدمة، ومنظومة مواكبة غير مسبوقة، تعيد LOGINTEK تعريف معايير المناطق الصناعية في إفريقيا.

هذه الابتكارات هي ثمرة رؤية واضحة تهدف إلى خلق فضاء يمكن الشركات من التركيز على جوهر نشاطها دون أن تعيقها العوائق الإدارية أو اللوجستية أو المرتبطة بالبنية التحتية. فبفضل مساحتها الممتدة على 123 هكتارا واستثماراتها التي تبلغ 2,3 مليار درهم (الشق الأول)، تعد LOGINTEK أكثر من مجرد مشروع عقاري، إنما محفز حقيقي للتحول الاقتصادي.

جاذبية مؤكدة

إن نجاح LOGINTEK لا يقاس بالوعود فحسب، بل بالنتائج الملموسة. فبنسبة تسويق تقارب 50% منذ يوم افتتاحها، استطاعت المنطقة أن تستقطب بالفعل شركات رائدة ذات شهرة دولية. وقد اختارت مجموعات إسبانية ونمساوية وكورية وفرنسية وسويسرية وروسية ومصرية ومغربية الاستقرار فيها، مما يؤكد الجاذبية الاستثنائية لهذه المنطقة.

وتعكس هذه المقاولات متعددة القطاعات قدرة LOGINTEK على احتضان تنوع واسع من الأنشطة الصناعية والاستجابة لأعلى متطلبات المستثمرين الدوليين والوطنيين.

موقع متميز

تتواجد منطقة LOGINTEK بسيدي العايدي، في قلب جهة الدار البيضاء-سطات، مما يمنحها موقعا استراتيجيا استثنائيا. فهي تبعد فقط 30 كيلومترا عن مطار محمد الخامس الدولي، و50 كيلومترا عن ميناء الدار البيضاء، ما يتيح للمنطقة وصولا مباشرا إلى أهم الأسواق العالمية. كما تتواجد بالقرب من الطريق الوطنية رقم 9 والطريق السيار A7 وخط سكة حديدية يمر بمحاذاة المنطقة من الجهة الشمالية.

إن هذا القرب من أهم البنيات التحتية للنقل يضمن انسيابية لوجستية على مختلف المستويات: المحلية والجهوية والوطنية والدولية. وبالنسبة للشركات، فإن ذلك يعني آجالا مختصرة وتكاليف مُحسَنة، وقدرة تنافسية أعلى في الأسواق العالمية.

بنى تحتية بمواصفات عالمية

تضم LOGINTEK ميناء جافا تحت مراقبة الجمارك، ما يمكن الشركات من إنجاز إجراءاتها الجمركية مباشرة داخل الموقع دون الحاجة للتنقل المكلف نحو الميناء البحري. ويمثل هذه الابتكار بحد ذاته مكسبًا كبيرا من حيث الوقت والتكلفة لفائدة الفاعلين اللوجستيين والمستوردين والمصدرين.

وإلى جانب الميناء الجاف، توفر LOGINTEK منطقة لوجستية حديثة تمتد على 60.000 متر مربع، مطابقة للمعايير الدولية، بالإضافة إلى فضاء TIR مخصص للناقلين الطرقيين الدوليين، وتكنوبول يدعم الابتكار، فضلا عن شباك وحيد يوحد جميع المساطر الإدارية. وهذه الخدمات، التي تكون عادة مفرقة ومجزأة، تجتمع هنا في مكان واحد، مما يحقق مستوى استثنائيا من النجاعة والفعالية.

بيئة عمل وحياة مطابقة للمعايير الدولية

لا تقتصر LOGINTEK على البنيات التحتية فقط، بل تضم مجموعة من المشاريع، بما فيها مركز بيانات مجهز ببنية تحتية من الألياف البصرية ومركز أعمال ومركز اتصالات وعيادة متعددة التخصصات وفندقا ومركزا تجاريا ومسجدا ومساحات خضراء مهيأة. وتهدف هذه المرافق إلى توفير بيئة عمل مريحة وتحفيزية، قادرة على استقطاب الكفاءات والاحتفاظ بها.

إن البنيات التحتية المستدامة، من كهرباء حديثة الجيل والطاقات متجددة والمحطات الشمسية ومحطة معالجة المياه العادمة، تجعل من LOGINTEK منطقة تحترم البيئة وتستجيب لتطلعات المستثمرين المتزايدة فيما يتعلق بالمسؤولية البيئية.

محرك لخلق فرص الشغل والتنمية الجهوية

ويتجاوز الأثر الاقتصادي لمنطقة LOGINTEK حدود المنطقة نفسها، حيث من المتوقع إحداث ما بين 12.000 و15.000 فرصة عمل مباشرة، مساهمة بذلك في تعزيز قابلية التشغيل وتحسين مستوى العيش. وستستفيد الساكنة المحلية مباشرة من مناصب الشغل التي سيتم إحداثها، والتي تغطي قطاعات متعددة ومستويات مختلفة من الكفاءات، خاصة بفضل الشراكة مع الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات.

وبالإضافة إلى مناصب الشغل المباشرة، ستحدث منطقة LOGINTEK فرص عمل غير مباشرة في القطاعات المرتبطة بها، بما فيها شركات المناولة والموردين والخدمات اللوجستية، مما سيحدث أثرا اقتصاديا مضاعفا مهما لفائدة الجهة.

الدور المهم للسلطات

لم يكن النجاح الذي حققته LOGINTEK ليرى النور لولا التزام ودعم الحكومة والسلطات المحلية. فقد أدت كل من الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات وعمالة إقليم سطات والمركز الجهوي للاستثمار دورا محوريا في تسهيل المساطر الإدارية ومواكبة المستثمرين الوطنيين والدوليين.

ويعكس هذا التنسيق النموذجي بين القطاع الخاص والسلطات العمومية كيف يمكن لرؤية موحّدة والتزام مشترك أن يحوّلا مشروعًا طموحًا إلى إنجاز ملموس. ويعد نموذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص، الذي تجسده LOGINTEK تجربة رائدة يمكن الاستلهام منها في المغرب وإفريقيا.

 حل مسبق الصنع لتسريع عملية الاندماج والاستقرار MONDE PREFA:

ولمواكبة تطوير المنطقة ودعم مختلف الفاعلين داخلها، توفر الوحدة صناعية للبناء من الجيل الجديد MONDE PREFA حلا مبتكرا يعتمد على البناء المسبق الصنع وفق معايير دولية.

وتمكن هذه المقاربة من تقليص آجال الإنجاز بشكل كبير، موفرة بذلك للفاعلين بالمنطقة عملية استقرار سريعة وآمنة داخل LOGINTEK.

رؤية نحو المستقبل

مع افتتاحها الرسمي، تدخل LOGINTEK مرحلة جديدة من مسار تطورها. ولا تقف المنطقة عند هذا الحد، إذ يجري حاليًا إعداد مخططات للتوسّع المستقبلي، بهدف تعزيز مكانتها كمركز صناعي مرجعي في شمال إفريقيا.

إن منطقة LOGINTEK ليست مجرد مشروع للحاضر، بل هي استثمار في المستقبل الاقتصادي لجهة الدار البيضاء-سطات وللمغرب ككل. فمن خلال خلق الظروف المثالية لازدهار المقاولات وجذب استثمارات عالمية المستوى وإحداث آلاف مناصب الشغل، تساهم LOGINTEK في بناء اقتصاد أكثر قوة وتنوعا وتنافسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *