في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت، وفي توقيت دقيق لا يخلو من دلالات سياسية، أصدرت حركة GenZ212 بلاغاً أعلنت فيه تعليق التظاهرات التي كانت مقرّرة يومي السبت والأحد، مؤكدة أن القرار جاء بعد “ساعات طويلة من النقاش والتشاور مع خبراء ميدانيين وأعضاء من مختلف المدن”، واستناداً إلى ما وصفته بـ”قراءة دقيقة للوضع الميداني والظرف السياسي الراهن”.
البلاغ، الذي صدر بعد 14 دقيقة فقط من منتصف الليل، يُعدّ أول موقف رسمي للحركة بعد الخطاب الملكي في افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة، والذي ركّز فيه العاهل المغربي على ضرورة ربط المسؤولية بالمحاسبة وتحسين أوضاع الشباب والطبقات الوسطى، وهي عناوين تتقاطع مع جوهر المطالب التي رفعتها الحركة منذ بداية حراكها.
وأكدت الحركة أن هذا “التوقف المؤقت” لا يعني التراجع عن المطالب، بل يمثل “خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز التنظيم والتنسيق وضمان أن تكون المرحلة المقبلة أكثر فعالية وتأثيرا، بعيداً عن أي ارتجال أو استغلال خارجي”، حسب نص البلاغ.
ويشير مراقبون إلى أن التفاعل السريع للحركة مع المستجدات السياسية يعكس انتقالها من مرحلة التعبئة العفوية إلى محاولة إدارة الحراك بعقلانية سياسية محسوبة، خاصة في ظل نقاشات مستفيضة شهدتها المنصات الرقمية التابعة لجيل Z خلال الساعات التي أعقبت الخطاب الملكي.
ويرى متابعون أن هذا البيان يمثل تراجعا تكتيكيا محسوبا، الهدف منه إعادة ترتيب الصفوف و”تأمين زخم جديد للحركة في المرحلة المقبلة”، لا سيما بعد ارتفاع منسوب النقاش حول جدوى الاستمرار في الاحتجاج دون هيكلة واضحة، وهو ما بدأت بعض الأصوات داخل الحركة نفسها تنبه إليه في نقاشات الأيام الأخيرة.
وبين من يرى في القرار نضجاً سياسياً لافتاً لجيل Z، ومن يعتبره استجابة ذكية للخطاب الملكي الذي أعاد رسم أولويات المرحلة، يبقى المؤكد أن الجيل الرقمي الجديد في المغرب بصدد صياغة معادلة جديدة بين الشارع والمنصات، بين الفعل الميداني والقراءة السياسية…
