اختتم المنتدى الاقتصادي المغربي الإسباني، اليوم الأربعاء، فعالياته في العاصمة الإسبانية مدريد، المنظم على هامش الدورة الـ 13 للاجتماع رفيع المستوى بين حكومتي البلدين، مسجلاً نقطة تحول هامة في العلاقات الثنائية.
وقد عكس رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، في تدوينة له عقب إلقاء كلمته الختامية في المنتدى، التفاؤل والاعتزاز بالمستوى الذي بلغته الشراكة بين البلدين الجارين.

علاقات ثنائية “نموذجية” إلى أعلى مستوى
عبر رئيس الحكومة، في تدوينته، عن سعادته بإلقاء الكلمة الختامية، مُثَمِّناً المستوى “النموذجي” للشراكة، مشدداً على أن “العلاقة الثنائية الاستراتيجية التي ارتقى بها قائدا البلدين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، وصاحب الجلالة الملك فيليبي السادس، إلى أعلى مستوى”.
ويأتي هذا التثمين ليؤكد على الأهمية التي توليها الرباط ومدريد لتعميق التعاون على كافة الأصعدة، مستندين إلى إرادة ملكية مشتركة لترسيخ جسور الثقة والعمل المشترك.

استعراض المؤشرات القوية.. آفاق جديدة للتكامل الاقتصادي
كان المنتدى الاقتصادي مناسبة حقيقية لاستعراض المؤشرات القوية للمبادلات والاستثمارات بين المملكتين.
وتُعد إسبانيا حالياً الشريك التجاري الأول للمغرب، وتشهد الاستثمارات الإسبانية في المملكة نمواً مطرداً، ما يعكس جاذبية الاقتصاد المغربي واستقراره.
وقد أبرز أخنوش أن هذا الزخم الاقتصادي ليس مجرد أرقام، بل هو دليل على الأساس المتين الذي يقوم عليه التعاون الاقتصادي الثنائي، مشدداً على أن الهدف هو “تعميق التكامل الاقتصادي” لفتح المزيد من الفرص للشركات في كلا البلدين.

مونديال 2030.. محفز للاستثمارات الاستراتيجية المشتركة
الحدث الأبرز الذي هيمن على نقاشات المنتدى، والذي سلط عليه أخنوش الضوء في تدوينته، هو ملف تنظيم كأس العالم 2030 بشكل مشترك بين المغرب وإسبانيا والبرتغال.
ووفقاً لرئيس الحكومة، فإن تنظيم المونديال المرتقب، إلى جانب تعميق التكامل الاقتصادي، “يفتحان الطريق أمام استثمارات استراتيجية مشتركة بين المغرب وإسبانيا”.

وهذا لا يشمل فقط البنية التحتية الرياضية والسياحية، بل يمتد إلى مجالات حيوية كالطاقة المتجددة، والربط البحري، والصناعة، والتكنولوجيا.
إن الرؤية الاستراتيجية المشتركة ترى في المونديال قاطرة للتنمية، وفرصة لإطلاق مشاريع كبرى ذات أثر طويل الأمد، تدعم التنافسية الاقتصادية لكلا البلدين في الفضاء الأورومتوسطي والأفريقي.

رسالة رئيس الحكومة عزيز أخنوش من مدريد هي رسالة واضحة وقوية: الشراكة المغربية الإسبانية تجاوزت مرحلة حسن الجوار لتدخل عهد التعاون الاستراتيجي العميق، بفضل الرعاية الملكية المشتركة، وبدعم من مشاريع كبرى كمونديال 2030 الذي يبدو أنه سيشكل الخارطة الاستثمارية الجديدة للمستقبل المشترك.
إدريس لكبيش/ Le12.ma
