بعد صراع طويل مع المرض أفقده البصر وألزمه البيت، تسللت خلال الساعات الماضية يد المنون في لتخطف من بيننا عبد القادر مطاع، واحد من أهرامات الفن المغربي.

وكتبت الإعلامي المتخصصة في الصحافة الفنية جيهان عبادي، «بقلوب يعتصرها الأسى، وعيون يغمرها الدمع، ينعى الوسط الفني المغربي والعربي رحيل قامة سامقة من قامات الإبداع، وأحد أعمدة الفن الأصيل، الفنان الكبير عبد القادر مطاع، الذي ترجل عن صهوة الحياة بعد مسيرة حافلة بالعطاء، والصدق، والالتزام الفني والإنساني».

وأضافت، «لقد كان الراحل، رحمه الله، مدرسة قائمة بذاتها، صوته بصمة، وحضوره ذاكرة، وأدواره مرآة لوجدان شعب بأكمله. لم يكن فنانًا فحسب، بل كان ضميرًا ناطقًا، ووجهاً من وجوه المغرب الثقافي، حمل الرسالة الفنية بصدق نادر، وترك في كل بيت أثراً، وفي كل قلب محبة، وفي كل مشهد بصمة لا تُنسى».

وتابعت في تدوينة لها، «إن فقدانه ليس خسارة لعائلته ومحبيه فحسب، بل هو ثُلمة في جدار الفن المغربي، وغياب نجمٍ من سماء الإبداع العربي. لكن العزاء في أن الأثر لا يموت، وأن الكبار لا يرحلون، بل يستوطنون الذاكرة، ويُخلَّدون في وجدان الأجيال».

مطاع، الذي إشتهر بدور الطاهر بلفرياط، في مسلسل خمسة وخميس، كان  أن أول ظهور له أمام الجمهور في ستينيات القرن الماضي، من خلال الفيلم السينمائي “وشمة” للمخرج حميد بناني، بعدما قدم للتلفزيون أعمالا كثيرة بدأها مع المخرج الراحل حسن المفتي مستشهدا ببعض الأعمال منها “الغريب” و”المنحرف”.

ويظل “ستة من ستين” لحميد الزوغي، و”خمسة وخميس” لفريدة بورقية من أهم الأعمال التلفزيونية التي قربته من الجمهور ويعتبرهما محطة مهمة في حياته الإبداعية، لأن العملين تركا صدى طيبا في نفوس الجمهور.

وبين السينما والتلفزيون والمسرح، يبقى أب الفنون وفق حوار سابق للراحل مطاع مع «المغربية»، الأقرب إلى قلبه، كونه يصنع الممثل، لأن مشاربه متعددة ومدارسه متنوعة وفوق خشبته يظهر مهاراته وكفاءاته المهنية ويلاحظ بالمباشر وقع إبداعه في نفوس الجمهور في حين أن الفنان في التلفزيون هو الغائب الحاضر ومجاله ضيق.

الفنان الراحل، سبق أن صرح  أنه أحيانا يشعر بالندم لاقتحامه عالم التمثيل، خصوصا عندما لا يستطيع تلبية إحدى رغبات ابنتيه لأنه حسب قوله لا درهم يدخل جيبه خارج إطار التمثيل.

ومن أهم أصدقائه في الميدان أكد أنه تجمعه علاقة قوية مع محمد خيي والراحل البسطاوي وأمال التمار والداسوكين، ونعيمة إلياس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *