يواصل المغرب تعزيز مكانته كرائد في مجال الشركات الناشئة، على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك بفضل آفاق اقتصادية متينة، ونمو متواصل وحوافز جذابة.
اقتصاد – محمد ابن ادريس
في شهر يوليوز 2025، تألّق المغرب على الساحة الإقليمية للشركات الناشئة وجمع التمويلات، حيث دخل قائمة أفضل خمس دول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الأكثر جذبًا لمستثمري رأس المال المخاطر، بفضل جمع تمويل كبير من قبل شركة “أورا تكنولوجي”.
وتعكس هذه الإنجازات تطور النظام البيئي التكنولوجي المغربي، مع القدرة على الابتكار وتعزيز ريادة الأعمال، في وقت يشهد فيه القطاع على الصعيد الإقليمي ارتفاعًا غير مسبوق في الاستثمارات ودينامية قوية لمستقبل الشركات الناشئة.
جمع التمويلات: المغرب في الرتبة الرابعة
بجمع تمويل بقيمة 7,5 مليون دولار في يوليوز، حقق الاستثمار المغربي دخولًا لافتًا ضمن أفضل 5 دول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الأكثر جاذبية لمستثمري رأس المال المخاطر.
لقد ترك المغرب بصمة واضحة على الساحة الإقليمية، حيث احتل المرتبة الرابعة في تصنيف دول المنطقة من حيث جمع التمويلات لشركاتها الناشئة.
ويرجع هذا الصعود إلى عملية واحدة كبيرة: جمع تمويل من الفئة “أ” بقيمة 7,5 مليون دولار من قبل شركة “أورا تكنولوجي”، وفق التقرير الشهري لمؤسستي “وامدا” و”ديجيتال ديجيست” المتخصصتين في تتبع نمو الشركات الناشئة.
وتتميز “أورا تكنولوجي”، التي أسسها عمر العلمي، بحلول مبتكرة مخصصة لتوصيل “الكيلومتر الأخير”: تطبيق “كوول” لتوصيل الوجبات والذي يشهد توسعًا كبيرًا، ومحفظة “أورا كاش” الإلكترونية التي تهدف إلى تسهيل عمليات الدفع ودعم الشمول المالي.
وقد أدار هذا التمويل “صندوق الأزور للابتكار” ومستثمرون محليون آخرون، وهو رقم قياسي جديد للنظام البيئي الريادي المغربي.
المشهد الإقليمي: نمو استثنائي في يوليوز
على الصعيد الإقليمي، كان شهر يوليوز استثنائيًا، حيث جمعت شركات ناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ما مجموعه 783 مليون دولار، بزيادة كبيرة بلغت 1,411% مقارنة بشهر يونيو 2025.
وجاءت السعودية في الصدارة (396,5 مليون دولار)، تلتها الإمارات (359 مليون دولار)، فيما احتل العراق المرتبة الثالثة بتمويل واحد قدره 15 مليون دولار.
ويعكس هذا الارتفاع الكبير في التمويلات دينامية أوسع. فبعد مرور سبعة أشهر من عام 2025، تجاوزت الاستثمارات المجمعة في المنطقة بالفعل تلك المسجلة في كامل عام 2024.
وفي هذا السياق، تعكس التجربة المغربية، رغم تركيزها على عملية واحدة فقط، النمو المتزايد لنظامه البيئي التكنولوجي والريادي.
الثقة في الشركات الناشئة المغربية
يظهر المغرب تميزًا واضحًا في قطاع الشركات الناشئة من خلال جذب استثمارات كبيرة رغم اقتصارها على عملية واحدة، مما يعكس ثقة المستثمرين في قدرته على الابتكار والنمو.
ويشير الأداء الإقليمي إلى زيادة ملحوظة في اهتمام رأس المال المخاطر بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو ما قد يعزز استدامة النظام البيئي التكنولوجي المغربي ويحفز إطلاق المزيد من المشاريع الريادية على امتداد التراب الوطني.
كما يعكس ذلك قدرة المغرب على أن يصبح منصة إقليمية جاذبة للابتكار والاستثمار في قطاع التكنولوجيا والخدمات الرقمية، وهو مؤشر مهم لمستقبل ريادة الأعمال في البلاد خلال السنوات القليلة المقبلة.
