استهل السفير الأمريكي الجديد لدى المملكة المغربية، ديوك بوكان، مهامه بشكل رسمي مع وصوله إلى الرباط، اليوم الثلاثاء، في خطوة تؤكد عمق العلاقات التاريخية والشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وتميزت اللحظات الأولى لوصول السفير بوكان بمشهد رمزي، حيث قام برفع العلم الأمريكي فوق مقر إقامته في العاصمة، بمساعدة فخرية من عناصر مشاة البحرية الأمريكية (المارينز).
هذا التقليد يمثل بداية فصل جديد في الدبلوماسية الثنائية ويعكس الالتزام الأمريكي تجاه المغرب.

نظرة إلى المستقبل.. 250 سنة من الصداقة
في تصريحاته الأولى، أعرب السفير بوكان عن تطلعه لتعزيز الروابط القوية القائمة بين الولايات المتحدة والمغرب.
وتأتي هذه الفترة بالتزامن مع استعداد البلدين للاحتفال بذكرى 250 سنة من الصداقة، التي تمتد إلى عام 1777، عندما كان المغرب أول دولة تعترف باستقلال الولايات المتحدة.
وصرَّح السفير بوكان قائلاً: “أتطلع إلى العمل مع شركائنا المغاربة لتعميق تعاوننا في مجالات الأمن والتجارة والتعليم والثقافة، والاحتفال بهذه الصداقة التاريخية التي عمرها قرنان ونصف”.
أجندة عمل طموحة
من المتوقع أن يركز السفير بوكان خلال فترة ولايته على عدد من الملفات الرئيسية، بما في ذلك تعزيز الشراكة الأمنية، من خلال التعاون في مكافحة الإرهاب والأمن الإقليمي.
كما سيعمل على توسيع التبادل التجاري في إطار اتفاقية التجارة الحرة القائمة بين البلدين لدعم التجارة والاستثمار، بالإضافة إلى دعم جهود السلام والاستقرار في المنطقة ضمن القضايا الإقليمية.
إن وصول السفير بوكان يبعث برسالة واضحة حول أهمية المغرب كحليف رئيسي للولايات المتحدة في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون المثمر بين الشريكين التاريخيين.

تعزيز الشراكة والوحدة الترابية
وكان السفير المُعيَّن حديثًا قد أدى اليمين الدستورية رسميًا كممثل للولايات المتحدة الأمريكية لدى المملكة المغربية، وذلك تمهيدًا لوصوله المرتقب إلى العاصمة الرباط. وتتمحور مهمته حول دعم وتقوية الشراكة التاريخية والراسخة بين البلدين.
وخلال جلسة تصديق تعيينه أمام مجلس الشيوخ الأمريكي في شهر يوليو الماضي، شدد السفير بوكان على الموقف الثابت لواشنطن بشأن الاعتراف بسيادة المغرب الكاملة على أقاليمه الجنوبية، واصفًا مقترح الحكم الذاتي بأنه “الحل الجدي والواقعي والوحيد الذي يحظى بالمصداقية لإنهاء هذا النزاع”.
كما أعلن بوكان عن التزامه بـ “العمل على تحفيز الأطراف المعنية للانخراط في مفاوضات فورية، ضمن إطار الحكم الذاتي كونه الصيغة الوحيدة القابلة للتداول”.
وأشار بوكان إلى أن هذا الموقف يتفق كليًا مع ما سبق أن أكده وزير الخارجية الأمريكي، الذي كان قد جدد في شهر أبريل الماضي تأكيد دعم الولايات المتحدة للوحدة الترابية للمغرب ولمبادرة الحكم الذاتي كمسار أوحد للوصول إلى حل دائم.
إدريس لكبيش/ Le12.ma
