في خطوة ترسخ مكانتها كقاطرة للدبلوماسية الحضرية على المستوى الدولي، احتضنت العاصمة الرباط، بداية الأسبوع الجاري، أشغال الدورة الـ 105 لاجتماع المكتب التنفيذي للجمعية الدولية لعمداء المدن الناطقة بالفرنسية (AIMF).
وقد شكل هذا اللقاء منصة لتعزيز التعاون اللامركزي وتبادل الخبرات بين قادة المدن لمواجهة تحديات التنمية المستدامة العالمية.
تنوع الحضور وتأكيد الشراكات
شهد الاجتماع حضوراً لافتاً لعمداء وممثلي مدن فرنكوفونية وجمعيات المنتخبين، ما يعكس الإرادة المشتركة لتعزيز الشراكات المستدامة.
ومن بين المدن الأعضاء المشاركة: الرباط، باريس، الداخلة، أبيدجان، كوتونو، دوالا، لييج، كينشاسا، نواكشوط، بوردو، كيبيك، برازافيل، داكار، جنيف، مارسيليا، نانت، نيس، بالإضافة إلى مدن مغربية أخرى كأكادير، فاس، تيزنيت، سلا، طنجة، مراكش، والدار البيضاء.
ويؤكد هذا التنوع الدور الاستراتيجي لرؤساء الجماعات في تعزيز صمود الأقاليم وتحول المدن.
رؤية ملكية تستشرف المستقبل
نُظم اللقاء تحت رئاسة فتيحة المودني، رئيسة مجلس جماعة الرباط، وشكّل مناسبة لإبراز التزام المغرب الراسخ بالدبلوماسية الحضرية، تماشياً مع الرؤية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وقد أكدت المودني أن استضافة الرباط لهذا الحدث الرفيع يكرّس دورها كمركز حضري استراتيجي ونموذج للتنمية المندمجة التي توازن بين المحافظة على البيئة، والعدالة المجالية، والإشعاع الثقافي.
كما سلطت رئيسة مجلس جماعة الرباط الضوء على مبادرة “الرباط، مدينة الأنوار وعاصمة المغرب الثقافية” وتهيئة وادي أبي رقراق، كنماذج رائدة لتحول حضري مستدام، نابع من رؤية ملكية استشرافية.
قرارات استراتيجية لتمويل التنمية
تميز الاجتماع بمصادقة المكتب التنفيذي على تمويل عشرة مشاريع للتعاون (ثلاثة جديدة وسبعة قيد التنفيذ)، باستثمار إجمالي قدره 5.5 ملايين يورو، تساهم الجمعية بـ 2.8 مليون يورو منها.
وتشمل هذه المشاريع مجالات حيوية كالماء والتطهير والثقافة والتعليم، ومن المتوقع أن يستفيد منها أكثر من 2.5 مليون نسمة بعدد من المدن الفرنكوفونية، ما يؤكد الطابع العملي والملموس لهذا التعاون الدولي.
إشادة فرنسية بالنموذج المغربي
من جانبها، نوهت آن هيدالغو، عمدة باريس ورئيسة الجمعية الدولية لعمداء المدن الناطقة بالفرنسية، بالتزام وشجاعة الجيل الجديد من العمداء الفرنكوفونيين، مثنية بشكل خاص على رئيسة مجلس جماعة الرباط ورئيس مجلس جماعة الداخلة.
كما أشادت هيدالغو بالرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس، التي جعلت من الرباط “منصة للابتكار الحضري ومركزاً للحوار بين المدن بفضل مشاريعها الاستراتيجية الرائدة”.
وفي الختام، جددت الجمعية التزامها بدعم الجماعات الترابية في منطقة الساحل، من خلال المصادقة على نتائج نداء المشاريع الخاص بـ “دعم الجماعات المحلية من أجل السلام والتنمية في الساحل”، مرحّبة بالعمدة الجديد لمدينة دكار، عباس فال، في تأكيد على استمرارية الرؤية التضامنية داخل الفضاء الفرنكوفوني.
