تقول فدوى مساط، “لقد كانوا مستغربين كيف تكون سيدة تشبههم، تتحدث لهجتهم بلكنة وزانية واضحة ضمن وفد أمريكي يتحدث عن شؤون عليا حساسة تهم العلاقات البلدين” .
* فدوى مساط
قبل أكثر من عشرين عاما، رتبتُ ذكرياتي وأحلامي بعناية في حقيبة سفر ضخمة وعانقتُ والدتي الباكية بحرارة في مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، وهاجرتُ إلى أمريكا التي صارت وطنا بديلا لأكثر من عقدين الآن..
منذ استقراري في أمريكا، تنقلتُ بين عدد من المناصب الإعلامية، وأطلقتُ منصة “أصوات مغاربية” وحصلتُ على شهادة ماجستير من جامعة جورج تاون وعدد من جوائز التقدير المهنية، قبل أن تحط بي الرحال في وزارة الخارجية الأمريكية حيث اشتغلتُ طوال السنوات الأربع الماضية مديرة للعمليات بمكتب الاتصال الاستراتيجي (اشتغلت ايضا كبيرة مستشارين ومنسقة جهوية).
زرتُ خلال هذه السنوات عددا من دول العالم ممثلة عن الخارجية الأمريكية منها بريطانيا، الإمارات، الكويت، الأردن وتركيا.. لكن الزيارة الرسمية الأقرب إلى قلبي كانت تلك التي زرتُ خلالها المغرب السنة الماضية ضمن وفد دبلوماسي أمريكي التقى عددا من المسؤولين المغاربة والمسؤولين الدبلوماسيين بالسفارة الأمريكية بالرباط والقنصلية العامة بالدار البيضاء.
شعرتُ بفخر شديد خلال المحادثات الدبلوماسية الثنائية لأنني ابنة تلك الأرض الطيبة، رضعتُ حليب والدتي الوزانية البسيطة الفاضلة التي ربت أطفالها الكثر على العفة والاجتهاد رغم ضيق ذات اليد، وأوصتني دائما أن أكون فحلة..
كنتُ أبتسم في وجه المسؤولين المغاربة الحائرين الذين استقبلوا الوفد الدبلوماسي الأمريكي.
لقد كانوا مستغربين كيف تكون سيدة تشبههم، تتحدث لهجتهم بلكنة وزانية واضحة ضمن وفد أمريكي يتحدث عن شؤون عليا حساسة تهم البلدين.
داخل مقر القنصلية الأمريكية بالدار البيضاء وخلال الاستقبال الرسمي من القنصل الأمريكي العام، ابتسمتُ من أعماق قلبي حين تذكرتُ مقابلة الفيزا التي أجريتها قبل عشرين عاما في هذه القنصلية بالضبط، وكانت خلال سنة تخرجي من المعهد العالي للإعلام والاتصال.
تذكرتُ كيف استيقظت والدتي رحمها الله فجرا وأطالت الدعاء بعد صلاتها كي أتوفق في الحصول على الفيزا.
وكيف استقليتُ القطار بتوتر شديد ووقفتُ في صف طويل وأجبتُ على أسئلة الفيزا وأنا “مخلوعة”..
ها أنا اليوم أعود للقنصلية كدبلوماسية أمريكية فخورة بهويتها المغربية..
شعرتُ بسعادة غامرة وأنا أشرحُ لزملائي بالسفارة الأمريكية بالرباط أنني ابنة تلك الأرض الطيبة، وأنني تخرجت من مدارسها العمومية المجانية وابنة مدينة وزان الجميلة التي أفخر دائما بانتمائي لها والحديث بلهجتها العذبة المميزة..
ستظلُ زيارتي للمغرب أجمل مهمة رسمية قمتُ بها خلال عملي بوزارة الخارجية الأمريكية، وشعور الفخر الذي رافقني خلال تلك الزيارة لن يفهمه ربما سوى مهاجر حمل طفولته وذكرياته في حقيبة وترك أحباءه خلفه لبناء حياة جديدة وتحقيق أحلامه المهنية الشاهقة في وطن بديل.
*دبلوماسية أمريكية من أصول مغربية

كل ما هو أفضل واجمل في الحياة لا يمكن تحقيقه إلا بالجد والإصرار والمثابرة. وففقك الله. مودتي
Toutes mes sincères félicitations pour votre brillantes réussite, c’est un l’honneur pour le Maroc et tous les marocains du monde, vous êtes une fierté pour nous tous. Les marocains sont connus à travers le monde par leurs réussite dans pas mal de domaines. Je suis aussi un immigrés marocains, de Fès depuis 56 ans ,en France, très bien réussi, père de 5 enfants à la hauteur d”êtres des bons marocains exemplaires,dont un il est ingénieur en informatique aux États-Unis en Floride, Miami.Quelle joie, quel plaisir de vous envoyer ce message .Vivent tous ceux et celles qui ont bien réussi à l’étranger et qui ont donné une très belle image de ce beau pays le Maroc