عبد الرحيم التوراني
إعلان خاصّ باقتناء كبش عيد الأضحى بالسلف لمؤسسة معروفة في مجال تحويل الأموال، وقد اختارت له هذا العام، كباقي الأعوام المنصرمة، صورة كبش مليح أقرن.
لكنهم وضعوا أمام هذا الحيوان الأبكم هذه المرة ثلاثة ميكروفونات…
شخصيا، لم أفهم معنى هذه الصورة والرسالة التسويقية التي وراءها..
هل يريدون القول إن معمعة الكبش هي من الألحان والأناشيد الوطنية التي تثير الحماسة والوجدان..
أو أن الكبش ينادينا:
-تقدًموا واقترضوا من أجلي كي تشتروني وتذبحوني.. فداء وتضحية رحمكم الله…
أم أن فصيلة الأكباش صارت تنافس الخطباء والفصحاء، من وزراء وبرلمانيين وزعماء أحزاب ونقابات؟!… وهو ما ترمز إليه الميكروفونات الثلاثة!
أو العكس هو الحاصل، إذ أن كل الخطب التي أشرنا إلى أصحابها والتي تسد المسامع، لا تعدو كونها معمعة وفوضى، إذ أن العامة تستعمل هذه الكلمة بمعنى الفوضى والاضطراب، في حين أن معنى “المَعْمَعَة” في اللغة هو صوت الحريق، وصوت الأبطال في الحرب، وشدة الحرً..
فيا لها من حرائق في الأسعار…
ويا لهم من أبطال، هؤلاء “الشناقة” البواسل.. سواء في أسواق الأغنام أو في حظائر السياسة…
ويا له من حر شديد، تظل حرارة الصيف القائظ أرحمَ منه…
أكيد لن ينطق الكبش سوى ثغاء، والثغاء من الخُوار، وقد تم الحسم في البرلمان مؤخرا بشأن الخُوار الذي بإمكاننا بواسطته أن نكون غدا ضمن أرقى الأمم…
هو مجرد كلام -خُوار، من واحد “ما له ثاغية ولا راغية”، أي ما له شاة ولا ناقة؛ ولم يدخل سوق أغنام غير سوق راسه.
لقد انتهى العرض، كما هو واضح في الصورة، يوم 11 من هذا الشهر، ولا عزاء للمتخلفين…
وكل أضحى وأنتم…
ماع.. ماع.. ماع…
