تتجه مدينة الدار البيضاء بخطوات حاسمة نحو تحقيق طموحها لتكون في مصاف المدن العالمية الكبرى، حيث صادق مجلس جماعة المدينة على اتفاقية شراكة استراتيجية تهدف إلى إعادة هيكلة شركة “صوناداك” وتسريع مشروع “المحج الملكي” و”النسيم”.
عادل الشاوي
في لحظة تاريخية نحو جعل الدار البيضاء منافسا حقيقيا لكبريات المدن العالمية، صادقت لجنة التعمير والممتلكات بمجلس جماعة المدينة، اليوم الثلاثاء، على اتفاقية شراكة جديدة لإعادة هيكلة “صوناداك” وتسريع مشروع المحج الملكي ومشروع النسيم.
وفي كلمة بالمناسبة، وصفت عمدة المدينة، نبيلة الرميلي، الاتفاقية بأنها “ستجعل الدار البيضاء تضاهي كبريات المدن، كلندن، ونيويورك، وبوسطن، وذلك من خلال مشاريع حضرية متكاملة ستغير وجه العاصمة الاقتصادية بشكل جذري، وتمنحها دفعة قوية نحو العالمية”.
وأكدت ارميلي أن “هذا الجيل الجديد من المشاريع هي التي نريدها للدار البيضاء.. مشاريع مستدامة تعكس الطموح لتطوير المدينة”، مبرزة أن “مشروع المحج الملكي سيمنح المدينة قفزة نوعية”.
وأضافت “عندما يخرج هذا المشروع إلى الوجود ويتم إنجازه في السنوات القليلة المقبلة، ستكون الدار البيضاء قد شهدت طفرة مهمة في الاستدامة والتطوير الحضري”.
وشددت عمدة البيضاء على أن “الاتفاقية التي من المقرر المصادقة عليها اليوم هي مشروع للحكومة ووزارة الداخلية، وصندوق الإيداع والتدبير، ومجلس جماعة الدار البيضاء، معتبرة أن حب المواطنين والمسؤولين للمدينة هو ما جعله يرى النور اليوم”.
وزادت قائلة “هنيئا لنا بهذه الاتفاقية التي تمثل مرحلة مفصلية في تاريخ الدار البيضاء التنموي، وتؤكد التزام الجميع بتحويل المدينة إلى نموذج حضري مستدام وحديث”.
تفويت الأصول، السكن الاجتماعي وتمويل مستدام
تشمل الاتفاقية عدة محاور استراتيجية، وتتجسد في “تفويت مجاني للأصول: حيث ستنقل (صوناداك) مجموعة من الأصول للجماعة، منها سوق القريعة (54.698 م²)، وسوق العيون (5.900 م²)، وأرض بشار الخير (13,25 هكتار)، وأراضي النسيم وإسلان، وأرض الكورنيش الجديد (13,09 هكتار)، مع تحمل الجماعة لمصاريف النقل العقاري، وتحمل (صوناداك) للمخاطر الضريبية”.
وفيما يخص السكن الاجتماعي، تفيد المعطيات المتحصل عليها أنه “خلال ثلاثة أشهر ستوقع (صوناداك) (CIE) اتفاقية لإطلاق طلبات عروض للمنعشين العقاريين المكلفين ببناء وحدات سكنية لإعادة إيواء الساكنة المتضررة من المحج الملكي، بما يضمن تحقيق عدالة اجتماعية وكرامة السكان”.
وتفيد الاتفاقية أن “صوناداك” ستدفع 2 مليار درهم لصالح “CIE” أو مؤسسة أخرى على مدى أربع سنوات، بمعدل 250 مليون درهم كل ستة أشهر، ما يضمن تمويل المشروع بشكل مستدام حتى 2029.
وبالنسبة لتهيئة مشروع النسيم الجديد، تؤكد المعطيات أن “صوناداك” ستكمل تطوير النسيم على الأراضي المشمولة بالمنفعة العامة وفق (Master Plan) المصادق عليه في يوليوز 2025، بمساحة إجمالية للبناء تصل إلى 2.647.385 م²، منها 401.400 م² مخصصة للسكن الاجتماعي لإعادة إيواء سكان المحج الملكي.
وتعتبر هذه الاتفاقية منعطفا مهما لمسار مشروع المحج الملكي، الذي ظل معطلا لسنوات، لتصبح الدار البيضاء، أخيرا، مدينة تجمع بين الحداثة، الاستدامة، والعيش الكريم لسكانها، وتدخل مرحلة جديدة على خريطة المدن العالمية الكبرى، حيث تطمح إلى منافسة لندن ونيويورك وبوسطن في المشاريع الحضرية المستدامة والابتكار العمراني، وذلك على طريق احتضان المملكة لمونديال 2030.
