يبدو أن العلاقة التي تجمع بين الولايات المتحدة الأمريكية، وحزب العدالة والتنمية، والتي عادة ما تعود إلى واجهة الأحداث مع كل استحقاق انتخابي، لم تعد تقتصر ربما، على تبادل رسائل البرغماتية السياسية بينهما، بقدر ما انتقل الأمر إلى تكريس هذه العلاقة، على مستوى عدة مستويات.. على نحو بات تثير ريبة وغضب أكثر من جهة، تجاه هذه العلاقة المثيرة للجدل..
في ملف هذا العدد، تضع صحيفة “le12.ma”، تحت المجهر، العلاقة الأمريكية- البيجيدية، من النشأة إلى التطور، وتكشف في شهادات وأسرار عن حقائق روابط إخوان ابن كيران بالأمريكان.. اليكم الحلقة الثانية، من هذا التحقيق السياسي.
محمد سليكي
في السابع من شهر ماي من عام 2016، سيصرح سعد الدين العثماني، وزير الخارجية السابق ورئيس برلمان حزب العدالة والتنمية وقتها، لوكالة “قدس برس”، أنه ما “كان للإسلاميين في المغرب أن يصلوا إلى ما وصلوا إليه لولا الظروف السياسية المساعدة لذلك”، مبرزا أن”التواصل بين حزب العدالة والتنمية والإدارة الأمريكية قائم، على الرغم من أنه ليس ثابتا”.
سعد الدين العثماني، سيقول قبل التنكر لهذا التصريح عند عودته من المشاركة في مؤتمر بالسويد حول القدس:”علاقاتنا بمؤسسات الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية قائمة ولم تنقطع، ونحن نعرف أن الإدارة الأمريكية مستويات متعددة، ونقيم علاقات حوار جدية مع العديد من هذه المؤسسات”، موضحا أن كلامه كان المقصود به الحكومة المغربية في علاقتها بأمريكا، وليس حزب العدالة والتنمية.
بعد أسابيع قليل من نفي العثماني علاقة حزبه بأمريكا، وبالضبط في شهر غشت 2015، ستتناول وسائل الإعلام المغربية على نطاق واسع خبر إحتضان مؤسسة أمريكية بقبرص دورة تكوينية لعدد من قادة ما يوصف بـ”الجيش الالكتروني”، لحزب العدالة والتنمية، والبلاد على أبواب انتخابات تشريعية.

علاقة أمريكا بشباب العدالة والتنمية، الذي يدين الكثير منهم بالولاء لحركة التوحيد والإصلاح الذراع الدعوي لحزب، تعود إلى سنوات، ولعل حالة مصطفى الخلفي القيادي بحزب المصباح والناطق الرسمي بإسم الحكومة، تشكل نموذجا لذلك.
مصطفى الخلفي، الذي فتح عينها على الدنيا و والده يعمل مستخدما مدنيا بالقاعدة الجوية الثالثة بالقنيطرة، كسائق شاحنة تابعة لمطاعم الأمريكيين بهذه القاعدة، سيكون من بين شباب الحزب، الذين تلقوا تكوينا على يد الأمريكيين بالولايات المتحدة الأمريكية.
بإلقاء نظر على سيرة هذا المسؤول الحزبي المدرجة في موسوعة ويكيبيديا، ستجد، أنه يقدمه “من رواد الحركة التلاميذية والطلابية المغربية ذات المرجعية الإسلامية، وانه قاد وهو تلميذ تحركات إثر الغزو الأمريكي على العراق”، معترفا بأنه:” كان ناطقا باسم فصيل الطلبة التجديديين، الامتداد العضوي لحركة الإصلاح والتجديد سابقا”.
ذات المصدر، سيؤكد وهذا ما لا يخفيه الخلفي نفسه، على انه :”خلال دراساته العليا كان موضوع الدكتوراه “العلاقات الأمريكية ونظرتها للحركة الإسلامية في المغرب والعالم العربي”، وأنه قضى سنة كاملة في إطار الباحث الزائر في مركز كارينجي الأمريكي وذلك في سنة 2007، حيث أطلع عن كثب على طرق التفكير الاستراتيجي الأمريكي”.
عند عودته من أمريكا، سيؤسس الخلفي، عام 2009 المركز المغربي للدراسات والأبحاث المعاصرة كمركز لرصد تحولات الفكر الديني بالمغرب قبل أن يصبح وزيرا لولايتين متتاليتين وسط تساءل عدد من البيجديين قبل غيرهم من السياسيين، كرس مشروعيتها، زلة لسان لا بن كيران، كان قد اعترف بموجبها بأنه كأمين عام سابق لحزب العدالة والتنمية، لم يسبق له أن إقترح الخلفي والرباح للاستوزار؟؟؟.
نظر عدد من زعماء الأحزاب السياسية بعين الريبة، إلى علاقة حزب العدالة والتنمية الحاكم وأمريكا، سيدفع بعدد من المحللين إلى التساؤول، حول مدى تأثير تلك العلاقة،على استقلالية القرار الحزبي الداخلي، للحزب الحاكم من أي توجيه خارجي مفترض، خاصة أن هيلاري كلينتون، صديقة القصر، ومرشحة الرئاسة الأمريكية سابقا، كان قد نسب لها تصريحا قبل انتخابات المغرب 2016، مفاده أنها مع ولاية ثانية لحكم حزب العدالة والتنمية بالمغرب.

#في الحلقة القادمة سنتعرف على أسرار.. نثر ابن كيران للورد على الامريكان.. عشية انتخابات الغرفة الاولى للبرلمان.
