*د. إدريس الكنبوري

يبدو أن المغرب لعب بذكاء مع إسبانيا ونجح. ربما استفاد من التجربة التركية. 

لقد نقل الأزمة السياسية إلى قلب إسبانيا، وها هي الصحافة الإسبانية تتهم رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، الاشتراكي، بعدم التأهل للقيادة بسبب سوء تدبير الأزمة مع المغرب. 

بموضوعية، عندما تتستر دولة ديمقراطية، هي إسبانيا، على الهوية الحقيقية لزعيم البوليساريو، إبراهيم غالي -كما تعترف الصحافة الإسبانية نفسها- ثم تدّعي أنه دخل إسبانيا لدواع إنسانية، أي للعلاج، فهناك مشكلة أساسها أن التستر على الهوية الحقيقية معناه أن إسبانيا هي التي تمارس التلبيس على القضاء الإسباني نفسه، لأن غالي متابَع من قبَل مواطنين إسبان أمام المحاكم الإسبانية بتهم القتل والتعذيب. 

إما أن يكون دخل بهويته الحقيقية، وهنا يكون للكلام عن الدواعي الإنسانية منطق، وإما أن يكون قد دخل بهوية متنكرة، وهنا يجب التستر على وجوده أصلا، لا الحديث عن وجوده لدواع إنسانية. الحد الأدنى للمنطق السياسي في السلوك الإسباني معدوم.

اليوم، حاول رئيس الحكومة تعويم المشكلة بتصديرها إلى أوروبا، والقول إن سبتة المحتلة تمثل الحدود الأوروبية وعلى أوروبا التحرك. 

أنا شخصيا، وبكل موضوعية، أرى أن إسبانيا تلعب بالنار.. موقف انتهازي، غير مفهوم، وسيفا الأزمة، بدل أن يطفئها ويزرع غياب الثقة.

 

*محلل سياسي متخصص في الشأن الإسباني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *