في أحدث محطات جولته الجهوية “مسار الإنجازات” بجهة مراكش آسفي، استطاع حزب التجمع الوطني للأحرار أن يفرض نفسه بقوة على المشهد السياسي خلال نهاية الأسبوع الماضي.

Le12.ma

استطاع حزب التجمع الوطني للأحرار أن يفرض نفسه على الأنشطة الحزبية خلال نهاية الأسبوع الاخير، من خلال تنظيم المحطة الخامسة من جولته الجهوية “مسار الإنجازات” بجهة مراكش آسفي.

جاء ذلك تزامنًا مع لقاءات مختلفة نظمتها أحزاب من الأغلبية والمعارضة، مثل الاستقلال والاتحاد الاشتراكي والحركة الشعبية والعدالة والتنمية.

نجاح محطة مراكش، التي جاءت بعد أربع محطات سابقة شملت الجهات الجنوبية الثلاث للمملكة وجهة سوس ماسة، انعكس في الحضور الكثيف لآلاف من أنصار الحزب ومناضليه.

واعتبر القيادي التجمعي محمد أوجار هذا الحضور دليلًا على مساندة رئيس الحزب والحكومة، عزيز أخنوش، وفريقه الوزاري. وأضاف أن “الميدان هو الحكم وليس الفضاء الافتراضي الذي لا يعكس الواقع”.

رجحان كفة الأحرار، يتجلى حتى في الفضاء الافتراضي، حيث تظهر مقارنة بسيطة الفرق بين نشاطهم ونشاط حزب العدالة والتنمية على سبيل المثال.

فقد ظهر أخنوش محاطًا بالمواطنين في لحظة تواصلية عفوية قبل اعتلائه المنصة وسط التصفيق والهتافات، بينما ظهر بنكيران في المقابل وهو ينهى “العروبية” عن الحديث في القاعة، بعدما بدا له أنهم غير مكترثين لخطابه.

وهو ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي المنددة بوصف زعيم “المصباح” لساكنة مدينة القنيطرة التي احتضنت نشاط حزبه بـ”العروبية”.

حصيلة الحكومة بالأرقام والمعطيات

نجاح اللقاء، حمس قادة الأحرار الذين تحدو خصومهم بالمنجزات التي قامت بها الحكومة بقيادة الحزب.

فقد بعث هؤلاء رسائل عديدة لمن يهمه الأمر، وعلى رأسها تأكيد وفاء الأحرار بالتزاماتهم التي وصفها بايتاس “بالميثاق الغليظ مع المواطنين”، بالإضافة إلى المضي في تنزيل المشاريع التنموية الكبرى.

كما أكد أخنوش على استكمال الأوراش المفتوحة في مختلف القطاعات حتى آخر لحظة في عمر حكومته.

وقد عزّز الأحرار، بداية من زعيمهم عزيز أخنوش، خطابهم حول منجزاتهم على رأس الحكومة بأرقام ومعطيات تؤكد صواب اختيار المواطنين لهم والتفويض الذي منحوه لهم في الانتخابات الفائتة بأزيد من 2.2 مليون صوت، مما يرجح كفة حزب “الحمامة” في تشريعيات 2026، لأنهم “هم البديل” كما عبر عن ذلك عدد من قياداتهم.

من بين الإنجازات التي ركز عليها الأحرار في خطاباتهم، برنامج الحماية الاجتماعية الذي يشمل حاليًا أكثر من 24.3 مليون مستفيد من التغطية الصحية والاجتماعية.

يشمل هذا العدد 11.4 مليون مغربي من الفئات الهشة المسجلين في التأمين الصحي الإجباري عن المرض، و3.8 مليون عامل غير مؤهل، و4 ملايين أسرة مستفيدة من الدعم الاجتماعي المباشر، منهم 5.4 ملايين طفل، وهي أرقام غير مسبوقة في تاريخ المغرب.

للتعليم والصحة نصيب..

كما خص الأحرار قطاعي التعليم والصحة، بنصيب من خطاب الحدث، حيث وصفوا إصلاحهما بالخطوة الشجاعة التي كانت تتخوف منها الحكومات السابقة نظرًا لصعوبتها.

لكنهما في المقابل يعتبران الدعامة الرئيسية لأي مشروع تنموي يسعى إلى تعزيز العدالة الاجتماعية وتقليص الفوارق المجالية. ففي قطاع التعليم، سلط رئيس الحزب الضوء على مبادرات مثل “مدارس الريادة”، التي ستُعمم بحلول سنة 2027 بهدف تحقيق المساواة والجودة في التعليم بين أبناء المغاربة.

وفي مجال الصحة، أوضح الأحرار أن حكومتهم، رغم التحديات، تمكنت من تحقيق إنجازات كبيرة من خلال رفع ميزانية القطاع إلى 32.6 مليار درهم في سنة 2025 بعدما كانت لا تتجاوز 19.7 مليار درهم في سنة 2021، مسجلة زيادة تفوق 65 بالمائة.

كما شملت الإنجازات تشييد وتأهيل المراكز الاستشفائية الجامعية عبر مختلف جهات المملكة، وإطلاق تجربة المجموعات الصحية الترابية.

أرقام غير مسبوقة..

حظي قطاع السياحة من جهته، باهتمام في ترافع الأحرار عن حصيلة حكومتهم، حيث استعرضت وزيرة السياحة الأرقام القياسية التي حققها القطاع، مثل تجاوز عدد السياح 13.5 مليون سائح في الأشهر الثمانية الأولى من السنة، وهو ما يمثل زيادة بأكثر من 4.3 مليون سائح مقارنةً بعام 2019، وزيادة الإيرادات حيث بلغت 67 مليار درهم، بزيادة قدرها 26 مليار درهم مقارنةً بسنة 2019. كما تطرق هؤلاء إلى مشاريع الماء والبنيات التحتية وغيرها.

واعتبرت عمور أن السياحة ليست مجرد قطاع اقتصادي، بل هي رافعة أساسية للتنمية، تساهم في خلق فرص الشغل وتطوير الجهات وتعزيز إشعاع المغرب على الصعيد الدولي، مؤكدة على أن حزب التجمع الوطني للأحرار قد أوفى بالتزاماته، ونجح في تحويل التحديات إلى فرص والأزمات إلى إنجازات بفضل قدرته على فهم مشاكل المغاربة وتقديم الحلول على أرض الواقع.

بخلاصة، لقد خلق التجمع الوطني للأحرار الحدث خلال نهاية الأسبوع المنقضي، وذلك عبر نشاطه الحزبي الذي جمع الآلاف من جهة مراكش آسفي بالمدينة الحمراء، واستطاع أن يثير النقاش ويشد أنظار المواطنين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *