شهد إقليم تاونات، أمس الأحد، هجوماً سياسياً حاداً قاده لحسن السعدي، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار وكاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية، على حزب العدالة والتنمية وأعضاء مجموعته النيابية.
جاء ذلك خلال المحطة التاسعة من “مسار الإنجازات” التي ينظمها حزب “الأحرار”، حيث وجه السعدي انتقادات لاذعة للمعارضة الشديدة التي يبديها “البيجيدي” لتوجّهات الحكومة الحالية، خاصة في تدبير الملفات الاجتماعية.
الثقة في المستقبل: “2026 حْنا مّاليها”
أكد السعدي، بلهجة واثقة، أن حزب التجمع الوطني للأحرار يستعد للفوز في الانتخابات التشريعية المقبلة لعام 2026. شدد على أن قوة الحزب تكمن في “أطره وقواعده وكفاءاته”، وليس عبر ما وصفه بـ “دغدغة العواطف ومحاولة تشويه سمعة البلاد”.
وأشار المتحدث إلى أن “الأحرار” يمتلكون “النفس الإيجابي لمواصلة العمل”، مختتماً هذا المحور بالقول الحاسم: “2026 حْنا مّاليها”.
وسجل المسؤول الحكومي اعتزازه بتاريخ الحزب، مؤكداً أنه “عريق يزيد عمره عن 45 سنة، ومؤسسٌ من قبل مناضلين كانوا دائماً مع النظام الملكي ومتشبّعين بقيم ‘تمغرابيت'”، محذراً من محاولات مقارنة حزب “الأحرار” بأحزاب أخرى أو إعطائه دروساً في الوطنية.
الدفاع عن الإنجازات الاجتماعية.. والمقارنة بالأداء
تحدى السعدي المعارضة، متسائلاً عن بديل حكومته: “أين سيجدون فريقاً قام بتنزيل الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية والدعم الاجتماعي ودعم السكن وجواز الشباب، وتمكّن من النهوض بالصناعة التقليدية والاستثمارات؟”.
كما أثنى على أداء برلمانيي “الأحرار” عن جهة فاس ـ مكناس، مشيراً في المقابل إلى أن نواب حزب العدالة والتنمية الذين “لا يتجاوز عددهم 13 شخصاً لم يخلقوا إلا الضجيج، وهم غير مسؤولين… “جيبْ يا فم وقول”!”.
واعتبر أن “الإكثار من الندوات واللقاءات وإطلاق الكلام على عواهنه” لا يعدو كونه “مجرد تشويش على تجربة ناجحة”.
تحذير من “لعب دور السمسرة” في قطاع الصحة
صعّد السعدي من هجومه بالربط بين معارضة “البيجيدي” لوزير الصحة والحماية الاجتماعية، وما أسماه بـ “لوبيات تواجه، اليوم، وزير الصحة”.
ودعا نواب “الحزب الإسلامي” إلى “التّطوّع والتضحية في سبيل هذا البلد” والمساعدة على علاج المواطنين من خلال “توفير أطباء يتوفرون عليهم بالتأكيد”، في إشارة ضمنية إلى أحد قياديي الحزب.
كما حذّر “إخوان بنكيران” من التحول إلى “بوقٍ لمختبراتٍ صحية ولعب دور السمسرة لصالح لوبيات”.
واختتم السعدي كلمته بتوجيه اتهام مباشر، إذ قال: “سيسجّل عليهم التاريخ أنهم يلعبون دوراً قذراً في مواجهة حكومة ووزراء شجعانٍ يقومون بإصلاحات حقيقية، وبدون استحضار تداعياتها الإيجابية المرتقبة على المواطنين”.
بهذا الهجوم، يرسخ لحسن السعدي معركة سياسية مبكرة بين الأغلبية والمعارضة، مع رفع سقف التحدي الانتخابي وإظهار ثقة “الأحرار” المطلقة في حسم نتائج 2026.
إدريس لكبيش/ Le12.ma
