في مشهد مهيب يمزج بين عبق التاريخ وإشراقة الحاضر، احتفلت مدينة أكادير، الخميس 6 نونبر الجاري، بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة.
وكان في قلب هذه الاحتفالات حدث رمزي بامتياز، وهو عرض المكتب التاريخي الذي ألقى منه جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، خطاب انطلاق هذه الملحمة الوطنية الخالدة في 5 نونبر 1975.
إحياء الذاكرة في بهو الجماعة
تحول بهو مقر جماعة أكادير إلى فضاء للذاكرة، حيث تم عرض المكتب الذي ارتبط بأحد أهم فصول تاريخ المغرب الحديث.
هذا المكتب، الذي كان شاهداً على الإعلان التاريخي عن انطلاق مسيرة 350 ألف مغربي ومغربية نحو الأقاليم الجنوبية، أصبح أيقونة وطنية ترمز إلى عبقرية الملك المؤسس وإجماع الشعب حول القضية الوطنية.
وقد توافد عدد كبير من المسؤولين المحليين والمنتخبين، إلى جانب قدماء المتطوعين في المسيرة الخضراء وشخصيات من المجتمع المدني، لمعاينة هذا الأثر التاريخي، الذي يُعد تذكيراً حياً باللحظة الفارقة التي استرجع فيها المغرب سيادته على صحرائه بطريقة سلمية حضارية.
من أكادير.. شرارة الانطلاق
تحظى مدينة أكادير بمكانة خاصة في سجل المسيرة الخضراء، فهي النقطة التي اختارها المغفور له الحسن الثاني لإلقاء خطابه الخالد الذي أعلن فيه للمغاربة وللعالم عن قرار تنظيم المسيرة.
حيث صدح صوت الملك الراحل: “شعبي العزيز، غداً إن شاء الله ستخترق الحدود، غداً إن شاء الله ستنطلق المسيرة، غداً إن شاء الله ستطؤون أرضاً من أراضيكم وستلمسون رملاً من رمالكم…”، ليمنح المدينة شرف أن تكون منطلق الشرارة الأولى لـ “مسيرة النصر والوحدة”.
وتأتي الذكرى الخمسون للمسيرة الخضراء في وقت يواصل فيه المغرب، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، ترسيخ مغربية صحرائه وتنزيل النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية.
عرض المكتب التاريخي في أكادير يعد تجديدا للعهد بين العرش والشعب على مواصلة الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، ومناسبة لربط الأجيال الصاعدة بملحمة وطنية فريدة من نوعها، جسدت أسمى معاني التضحية والإيمان بالحق.
إدريس لكبيش / Le12.ma
