قضى، طارق السكتيوي، الجناح السابق لنادي بورتو البرتغالي الذي أصبح مدربًا للمنتخب المغربي، شهرًا كاملا يركز على التفاصيل، يهدئ الأعصاب، ويعزز الثقة.

كانت النتيجة فوز في النهائي بنتيجة 3–2 أمام، منتخب مدغشقر، الذي بلغ النهائي لأول مرة، ومكانة تاريخية للمدرب والبلد معًا.

مهمة ذات معنى كبير

لم يكن الأمر بالنسبة إلى المدرب، السكتيوي، مجرد لقب. بل كان رسالة عن المسار الذي تسير فيه كرة القدم المغربية ولماذا يهم هذا المشروع.

قال لموقع CAFOnline.com: “إنه انتصار مهم جدًا جدًا يثبت أن كرة القدم المغربية في مسار من التطور والتقدم. وسيستمر ذلك”.

وأضاف: “هناك عمل ضخم يُبذل، وكلما حصدنا نتائج، نزداد جوعًا؛ إنه جزء من عملية التطوير. حصد الألقاب هو ما يحفزنا”.

أهدى، السكتيوي، التتويج لأعلى سلطة في البلاد: “أهدي هذا التتويج لجلالة الملك محمد السادس، لأنه لو وصلت كرة القدم المغربية إلى هذه القمم، فذلك بفضل رؤيته المستنيرة واستراتيجيته بعيدة المدى لتطوير حقيقي لكرة القدم الوطنية. لا يسعني إلا أن أقول: شكرًا لك يا سيدي الملك. حفظك الله”.

بداية صعبة ثم تألق لافت

لم تخلُ حملة المغرب من خرجات غير متوقعة. فقد تلت البداية القوية هزيمة مفاجئة في دور المجموعات، مما فرض إعادة ضبط في النهج.

كان رد فعل، السكتيوي، ليس الغضب بل الوضوح، العودة إلى التنظيم، التشديد من جديد على التركيز والتحولات، والثقة الهادئة بأن لاعبيه سيمتصون التصحيحات.

قال، السكتيوي، في تصريحاته: “كل مباراة تقدم سيناريو مختلفًا وتفاصيل تصنع الفارق”.

وأضاف: “كنا واثقين جدًا من نتيجة هذه المباراة… لم تكن المباراة سهلة، وإذا بلغ منتخب نهائيًا فذلك لأنه يملك الإمكانيات الضرورية لذلك”.

ساد هذا التوازن بين الاحترام والعزيمة مشوار المغرب.

أضاف المدرب المغربي: “للفوز بهذا النهائي، يجب أن تكون جاهزًا بنسبة 100 في المئة على كل المستويات. احترام منافسك يعني احترام نفسك، لكن لدينا الوسائل لننجح ونفوز بالنهائي”.

قال، السكتيوي، في تصريحاته: “كل مباراة تقدم سيناريو مختلفًا وتفاصيل تصنع الفارق”.

وأضاف: “كنا واثقين جدًا من نتيجة هذه المباراة… لم تكن المباراة سهلة، وإذا بلغ منتخب نهائيًا فذلك لأنه يملك الإمكانيات الضرورية لذلك”.

مدرب صقلته النخبة

إذا بدا خطاب، السكتيوي، بعد المباراة مشبعًا بعادات النخبة، فهذا صحيح. فقد ساعدت مسيرته الاحترافية التي دامت 15 عامًا، توج من خلالها بثلاثة ألقاب دوري برتغالي، كأسين، وكأسَي سوبر مع نادي بورتو، على ترسيخ السلوكيات التنافسية التي يطالب بها الآن.

قال: “لم تكن مسيرة سهلة، 15 عامًا في كرة القدم الاحترافية. مع بورتو، كنت بطلًا ثلاث مرات، فزت بكأسين وكأسَي سوبر، مما علمني روح الفوز وصقل شخصيتي. كرة القدم تُلعب بالأقدام، لكن كل شيء في الرأس”.

غذّى هذا الإطار الذهني مساره التدريبي في الوطن: إدارة أندية محلية، لقب قاري مع نادي نهضة بركان، قيادة المنتخب الأولمبي إلى برونزية أولمبياد باريس 2024، ثم لقب بطولة “شان”، توتال إنيرجيز، مسار واضح، معلم في التفاصيل، مدير للحظات.

ثقة اللاعبين وخطة المدرب

لا يأتي أي لقب من دون تألق فردي. بدت بطولة، أسامة المليوي، وكأنها مكتوبة: بطل الدوري، هداف كأس الكونفيدرالية الإفريقية، توتال إنيرجيز، ثم هداف بطولة “شان”، توتال إنيرجيز، بستة أهداف. آمن به المدرب، السكتيوي، لكنه أيضًا درّب الفريق حوله.

قال: “أعرف أن (أسامة) المليوي يملك الكثير من الصفات. إنه مهاجم استثنائي. سجل هدفًا مهمًا جدًا في لحظة حاسمة. فوجئت وسعدت، لكن بعد دقائق فكرت في التغييرات لغلق المساحات”.

وهذا التعبير”غلق المساحات” يلخص عمل المدرب، السكتيوي.

أفضل فترات المغرب لم تكن فقط مرتبطة بالإبداع، بل بالانضباط بعد فقدان الكرة، والتغطية من وسط الميدان التي منحت الدفاع وقتًا، والإصرار المتواصل على التركيز.

دفع المغرب الثمن حينما تراجع التركيز. قال، السكتيوي، معترفا: “دفعنا غاليًا ثمن فقدان التركيز… في مثل هذه البطولات، لا توجد منتخبات ضعيفة أو سهلة”.

القيادة: الإنسان أولًا

كثيرًا ما يتحدث، السكتيوي، عن العنصر البشري قبل الأنظمة. قال: “أنا فخور بأشبالي، فخور بما قُدم في الملعب. لقد شرفنا العلم المغربي. سعيد بالعمل مع مجموعة مليئة بالشخصية والمسؤولية”.

كانت هناك أيضًا لمسات إنسانية خارج الخطوط. فمنذ وصوله إلى، كينيا، قال إن المغرب حظي باستقبال “دافئ”.

وأضاف: “لا يسعني إلا أن أشكر الكينيين على دعمهم. شكرًا أيضًا لـ”الكاف” على التنظيم. لقد كانت إقامة رائعة تُوجت باللقب”.

حتى قبعته الخضراء الشهيرة كانت وراءها قصة: “هذه القبعة عمرها ستة عقود. ورثتها عن والدي وتمثل لي تميمة حظ في مثل هذه المناسبات”، كشف، السكتيوي، بعد النهائي.

النهائيات تُربح ولا تُلعب”

شدد، السكتيوي، في الساعات الحاسمة على رسالته: “النهائيات تُربح ولا تُلعب. واجهنا مُنتخبًا لا يستسلم للضغط، ولم يكن الفريسة السهلة كما توقع كثيرون. مبروك لكل المغاربة على الحب والدعم والثقة”.

ختم، السكتوي، قائلاً بإيمان واضح: “لقد كافأنا الله على جهودنا قبل البطولة وخلالها، وهذا الفوز مستحق. قبل القدوم إلى كينيا، قلت إننا سنرفع الكأس، ولم يخذلني الله. استلزمت الرحلة بعض التضحيات والصبر، لكن في النهاية حققنا هدفنا”.

مكان في تاريخ الكرة المغربية

أًصبحت الأرقام جد واضحة، فقد رسخ المغرب مكانته كمعيار للمنافسة بلقبه الثالث في بطولة “شان”، توتال إنيرجيز، بعد تتويجي 2018 و2020.

يعتبر الإنجاز الشخصي لافت أيضًا بالنسبة إلى المدرب، السكتيوي، فهو أول مغربي يُتوج بلقب قاري كلاعب (بطولة إفريقيا للشباب 1997) ثم لاحقًا كمدرب للمنتخب الأول.

أصبح، السكتيوي، أيضا ثالث مدرب مغربي فقط يتوج ـبطولة “شان”، توتال إنيرجيز، بعد كل من، جمال السلامي، و المدرب، حسين عموتة. ومع إضافة برونزية الأولمبياد مع منتخب أقل من 23 سنة، يصبح رصيده بمثابة خريطة طريق، لا إنجاز عابر.

يعتبر كل هذا صفحة خالدة تُكتب في الزمن الحقيقي: مدرب تعلم عادات النخبة في الخارج، وعاد ليطبقها محليًا عبر الفئات والبطولات، ليقف على قمة برنامج يواصل إنتاج النتائج والقدوات.

والصلة بين هدافي المغرب وألقابه، أيوب الكعبي (2018)، سفيان رحيمي (2021) وأخيرا، المليوي، (2024)، أكثر من مجرد معلومة، إنها دليل على نظام يصنع لاعبين حاسمين في اللحظات الحاسمة، مرة تلو الأخرى.

ماهو القادم؟

الإجابة الضمنية للمدرب، السكتيوي، هي المزيد من الشيء نفسه، المزيد من التواضع أمام المنافسين، المزيد من الصرامة خلال التحولات، المزيد من المسؤولية للاعبين، والمزيد من الانسجام مع مشروع الاتحاد الذي يفضل التخطيط على الضجيج.

قال: “يجب التعامل مع كل منتخب بجدية واحترافية وبوضوح والتزام، لتجنب المطبات”. هذا النهج قابل للنقل: من بطولة “شان”، توتال إنيرجيز، إلى بطولات الفئات السنية، من منصات الأولمبياد إلى المنتخب الأول.

إذا أكدت الأسابيع الماضية شيئًا، فهو أن نجاح المغرب ليس مصادفة. إنه مُهندس، مُصمم، ويُراجع باستمرار على يد مدرب يعتبر التفاصيل غير قابلة للتفاوض، ولاعبين فهموا الآن المعيار.

ستتلاشى الاحتفالات، وستُستأنف جلسات الفيديو.

لكن جملة واحدة من المدرب ستظل تتردد في غرفة الملابس: النهائيات وُجدت لتُربح، والمغرب، تحت قيادة المدرب، طارق السكتيوي، بات يعرف ذلك أكثر فأكثر.

*موقع كاف اونلاين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *