حاورتها: صوفيا العمالكي
فرضت وضعية الحجر الصحي على الأسر المغربية العيش في ظروف صعبة، الشيء الذي خلق مضاعفات نفسانية كثيرة كالخوف والقلق والإرتباك في كيفية تدبير هاته الفترة في مساحة مكانية ضيقة بين أفراد العائلة الواحدة.
وللتوسع في هذا الموضوع أكثر اتصلنا في جريدة Le12.ma، مع الأستاذة زينب المندوبي، مدربة في التنمية الذاتية وستاذة في التواصل.
ما هو تأثير كورونا على الصحة النفسية للمواطنين ؟ –
مجرد التفكير في هذا الإسم أصبح يولّد لدى الأغلبية الساحقة من الناس مشاعر خوف يمكن أن تتحول سريعا لرعب وهلع يصعب التحكم به. فالتفكير من أقوى مولدات الطاقة لدى الإنسان. وحينما نسمح للأفكار السلبية (الفيروس، المرض، العجز، الموت…) بالسيطرة على صوتنا الداخلي، ويصبح تركيزنا اليومي منصبا على هذه التصورات، فإن جسمنا يشحن من طاقة الخوف هاته، وبالتالي تنقص لدينا الرغبة للإنغماس في أنشطتنا اليومية العادية ونصبح أكثر ميلا للإنعزال والتشاؤم. وعلميا تتم ملاحظة نقص في هرمونات السعادة: الأندورفين، الدوبامين و السيروتونين.
وإن إستمر الأمر على هذا الحال، خاصة مع استمرار الحجر الصحي والكم المهول من الأخبار المخيفة المتداولة على مدار الساعة على منابر الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي، فالنتائج يمكن أن تصبح وخيمة على الصحة النفسية، العقلية وحتى الجسدية للمواطنين (حالات كآبة أو أمراض إكتئاب، نوبات هلع، وسواس قهري، أمراض القلب والضغط..)
كيف يمكن للفرد أن يعيش حجرا صحيا متوازنا على المستوى النفسي؟ –
أول شيء: تقبل فكرة الحجر الصحي بصدر رحب وعدم مقاومتها، لأن حفظ النفس أهم من جميع الأولويات الأخرى.
ثم إستغلال هذه الفترة في عمل كل تلك الأشياء التي كنا نؤجلها في ظل توتر الحياة السريعة التي كنا نعيشها قبلا. وأجمل شيء برأيي هو اعتبار هذه المرحلة كفرصة ثمينة للخلوة مع الذات، في هدوء وسكينة، ومحاسبتها بوعي وتحضر، وترتيب أولوياتها..
ولا ننسى كذلك إستغلال وقتنا “أحسن و أبشع إستغلال” في أنشطة تعود علينا بالنفع: القراءة، الكتابة، التأمل، ممارسة نشاط رياضي بالبيت، إختيار برامج هادفة بالتلفاز أو على الانترنت، تنظيم البيت والمكتب، قضاء وقت ممتع مع أفراد العائلة، تعلم مهارة أو لغة جديدة..إلخ
هل صحيح أن التأثير النفسي للخوف يضعف المناعة ؟ –
بالتأكيد. فأكثر شيء يؤثر في الخوف بصورة سلبية هو الخوف الزائد و التوتر.
هناك الخوف الطبيعي الفطري الذي يحمينا من الخطر، وهناك الخوف غير الطبيعي أو المرضي. وهذا الأخير هو الذي يمتص المناعة ويفتح الباب على مصراعيه لجميع الأمراض.
السؤال الذي يجب أن نسأله لأنفسنا هو:” ماذا سيحصل في أسوء الإحتمالات؟”..بمعنى أن نتصور أسوأ سيناريو كي نعيش كل تلك المشاعر الدفينة، ونتمكن من التنفيس عنها والتحرر منها عوض كتمها.
وأخيرا التفاؤل، الإيمان الراسخ بخالقنا، وبأن هذه الأزمة، وإن طالت، ستمر على خير.