مصطفى قسيوي

 

في إطار الإجراءات الاحترازية التي إتخذتها السلطات المغربية، في سبيل الحد من انتشار فيروس كورونا و إقدامها على فرض حالة الطوارئ الصحية مما استدعى تدخل وحدات عسكرية بشوارع بعض المدن.

و حول نزول الجيش إلى الشارع، كان لجريدة le12.ma  الحوار التالي، مع محمد شقير الخبير في الشؤون العسكرية وهذا نصه :

بصفتكم باحث متخصص في الشؤون العسكرية كيف ترى الإجراءات التي قامت بها السلطات المغربية بما فيها خروج الجيش ببعض المدن  في إطار مواجهة إنتشار فيروس كورونا ؟.

 “في الحقيقة، نزول الجيش إلى الشارع ابتداء من مساء يوم أمس الجمعة يأتي في إطار إعلان الجهات الرسمية المغربية عن حالة الطوارىء الصحية، إذ صرح  وزير الداخلية ليلة الخميس 19مارس بأنه استباقا لتفشي الفيروس بعد اكتشاف حالات عدوى محلية فقد استوجب الأمر تقييد حركة السكان دون شل العجلة الاقتصادية وذلك بفرض مكوث السكان بمنازلهم إلى أجل غير مسمى على أن يتم منح تصاريح تنقل استثنائية لأرباب الأسر للتبضع أو للعمل أو للعلاج، ولتطبيق هذه المقتضيات، فقد تقرر إنزال القوات العسكرية إلى جانب القوات الأمنية والترابية إلى الشارع، وبالتالي فان الإعلان عن حالة الطوارئ التي ينص عليها الدستور تقتضي الاستعانة بالقوات المسلحة الملكية لحفظ النظام العام التي تقتضيه الحرب في مواجهة وباء صحي يسببه فيروس انتشر في مختلف دول العالم واقتضى إنزال العديد من الدول لقواها العسكرية إلى الشارع بما فيها دول الجوار كفرنسا أو عربية كالأردن والجزائر التي أعلنت بدورها إنزال قواتها العسكرية لتنفيذ التزام السكان بحالة الطوارئ”.

محمد شقير الخبير في الشؤون العسكرية
محمد شقير الخبير في الشؤون العسكرية

 

  في نظركم هل الوضع بهاته الخطورة ليقتضي إنزال الجيش للشوارع ؟.

 

“حالة الطوارىء لا يتم اللجوء إليها عادة إلا في الحالات القصوى، إما حروب أو كوارث أو أوبئة ومواجهة هذا الفيروس التي انتشر في مختلف دول العالم وفرض حتى على الدول المتقدمة اتخاذ إجراءات كبرى بما فيها الصين والولايات المتحدة، كما أن خطورة هذا الداء هو كونه وصل إلى دول الجوار واحدث فيها وفيات ملفتة خاصة بايطاليا وفرنسا واسبانيا، كما أن تحول العدوى في المغرب من حالات وافدة إلى حالة محلية في الوقت الذي لا تتوفر فيه المنظومة الصحية على الطاقة الاستيعابية والايوائية الكافية، تطلب من السلطات بالإضافة إلى إغلاق حدودها الجوية والبرية والبحرية العمل كإجراء استباقي إلى تقييد حركة السكان من خلال فرض بقاءهم في البيوت واللجوء إلى إنزال الجيش لتنفيذ هذا الإجراء”.

 

على هذا الأساس ماهي مساهمة الجيش في احتواء الوضع ؟

 

” جلسة العمل التي ترأسها الملك بقصر الدار البيضاء والتي حضرها كل من وزيري الداخلية والصحة إلى جانب المدير العام للأمن الوطني والقائد العام للدرك الملكي والمفتش العام للقوات المسلحة الملكية، تعكس المقاربة التي تبناها العاهل المغربي لمواجهة مختلف تداعيات هذا الوباء وذلك بإشراك الإطار المدني بالإطار العسكري حيث أعطيت التعليمات إلى الاستفادة من الطب العسكري المعروف بخبرته وانضباطه ومستشفياته القارة والمتنقلة للمساهمة في هذه العملية إلى جانب الأطقم الطبية المدنية العمومية والخاصة في خطوة استباقية لأي استفحال لمضاعفات عدوى هذا الوباء.كما إن إنزال الجيش إلى الشارع بمدرعاته ووحداته العسكرية سيكرس بلا شك هيبة الدولة و إصرارها على تطبيق حالة الطوارئ المعلنة خاصة وان الأمر يهم الصحة العمومية وحفظ الأمن العام في المملكة”.

*محمد شقير الخبير في الشؤون العسكرية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *