رئاسة التحرير
مرة أخرى يقود الحس الوطني العالي، خلال هذه الأيام الصعبة التي تمر بها بلادنا بسب تداعيات إنتشار فيروس كورونا، إلى التأكيد من جديد على أن الخير في المغاربة مؤسسات كانوا أو أفراد قائم حتى يوم الدين.
مناسبة هذا الكلام، هو وصول مغرب التضامن، مغرب 12 قرنا من الوجود، كدولة وحضارة، في يوم واحد إلى جمع تبرعات بأزيد من 10 مليارات درهم، لتمويل الصندوق الخاص بتدبير ومواجهة وباء فيروس كورونا.
ففي خطوة تضامنية بدلالات وطنية، سيعطي الملك محمد السادس، أول أمس الأحد، تعليماته السامية للحكومة، قصد الإحداث الفوري لصندوق خاص لتدبير ومواجهة وباء فيروس كورونا.
وللالغاية من هذا الصندوق، الذي توفرت له في ظرف قياسي، بفضل الحس الوطني والتضامني للمغاربة، اعتمادات بمبلغ ناهز عشرة ملايير درهم، هو التكفل بالنفقات المتعلقة بتأهيل الآليات والوسائل الصحية، سواء فيما يتعلق بتوفير البنيات التحتية الملائمة أو المعدات والوسائل التي يتعين اقتناؤها بكل استعجال.
وفي بعد تضامني، يؤكد أصالة أهل هذه الأرض الطيبة، سيخصص الجزء الثاني من الاعتمادات المخصصة لهذا الصندوق، لدعم الاقتصاد الوطني، من خلال مجموعة من التدابير التي ستقترحها الحكومة، لاسيما فيما يخص مواكبة القطاعات الأكثر تأثرا بفعل انتشار فيروس كورونا، كالسياحة وكذا في مجال الحفاظ على مناصب الشغل والتخفيف من التداعيات الاجتماعية لهذه الأزمة.
أخنوش يساهم بـ100 مليار لتمويل صندوق تدبير ومواجهة وباء فيروس كورونا
لقد سارع إلى المساهمة في تمويل هذا الصندوق العديد من الأفراد، والمؤسسات العمومية وأخرى تنتمي إلى القطاع الخاص، يوجد على رأسها أثرياء مغاربة، يلعبون أدوارهم الوطنية، ليس في الدفع في الاقتصاد الوطني زمن الرخاء، ولكن يعبرون عن وطنيتهم الصادقة، عندما يحتاجهم الوطن.
وهكذا ساهم المكتب الشريف للفوسفاط، الذي يوجد على رأسه مصطفى التراب، بـ3 مليارات درهم، وقررت الحكومة تخصيص الغرامة الصادرة ضد اتصالات المغرب التي تناهز 3.3 مليارات درهم لتمويل الصندوق.
وخصصت الجهات الاثنتا عشرة حوالي 1.5 مليارات درهم، وساهم صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بمليار درهم.
وساهم “بنك إفريقيا”، الذي يوجد على رأسه الملياردير عثمان بنجلون، بلميار درهم، وساهمت شركة “أفريقيا” إحدى أدرع هولدينغ “أكوا” بمليار درهم، التي يعد الوزير عزيز أخنوش، أحد المساهمين، فيها.
بدوها أعلنت مجموعة ( أزورا ) ،التي تنشط في المجال الفلاحي، أنها ستساهم بما قيمته 25 مليون درهم، أما الوزير مولاي حفيظ العلمي، سيساهم بـ20 مليار سنيتم، والهولدينغ الملكي “مدى” فساهم بـ 2 مليار درهم.
وليكن إجمالي المساهمات قد تجاوز بكثير مبلغ 10 مليار درهم المطلوبة لتمويل الصندوق، دون إحتساب مساهمة البرلمان بمجلسيه، أعضاء وموظفين، والحكومة بكافة أعضائها… ولزال العطاء يتدفق في أرض السخاء…
هي إذن لحظة، أكدت لمن يحتاج إلى تأكيد، أن الوطن بخير..
حفظ الله الوطن، وكل عام والخير في المغاربة حتى يوم الدين