le12.ma

وجّه الكاتب الصحافي والمحلل السياسي إدريس الكنبوري انتقادا لاذعا لحكومة العثماني بعد مصادقتها على اعتماد التوقيت الصيفي رسميا على مدار السنة.

وتوقّف الكاتب بالخصوص عند التأثيرات السلبية العديدة لهذا التوقيت على التلميذ والتلميذة المغربيين. كما أكد أن الأولوية لدى حكومات الدول التي تحترم نفسها هي تيسير حياة مواطنيها، بخلاف ما تفعل حكومتنا البيجيدية.

واستهل الكنبوري تدوينة في صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي قائلا “بدأ التفكير، من اليوم أو أمس، في المشكلات التي يطرحها التوقيت الجديد في المؤسسات التعليمية. كيف يمكن أن يخرج التلميذ في الواحدة ثم يرجع في الثانية؟ ألا تترتب عن بقائه في الشارع آثار خطيرة؟ وإذا عاد إلى البيت، ألا يترتب عن ذلك مجرد التعب وتفويت حصة المساء بدقائق أو نصف ساعة؟ كيف يفعل مع المقررات؟ هل يحمل كل شيء معه أم يعود إلى البيت لحمل مقررات المساء؟ ماذا يعمل مع طعام الغداء؟ يحمله معه أم يكتفي بشراء حلوى في أقرب دكان مؤقتا ريثما يرجع إلى البيت؟ وإذا استمر الوضع هكذا، ألا يترتب عنه سوء التغذية للتلميذ؟.. أم أن الأم سيصبح لديها عمل جديد، أن تحمل طعام الغداء إلى ابنها في المؤسسة، كما تفعل زوجات الفلاحين؟”..

وتابع الكنبوري “لا أظن أن هذه الأسئلة موجودة في “الدراسة المعمّقة” التي أنجزتها الوزارة! أنا كمواطن لا أستطيع أن أفهم، على الإطلاق، تماما وألبتة، كيف يتصرف المسؤولون في هذا البلد في شؤون الرّعية، أو الرعاع؟ أين مصلحة المواطن المعاشية اليومية في قائمة الأولويات لديهم؟.. في الدول التي تحترم الناس أول شيء تفعله الحكومات هو تيسير حياة المواطنين.. في بلادنا، يجعلون حياتك صعبة ولا تطاق”.

وأضاف المحلل السياسي المختصّ في تاريخ الجماعات الإسلامية أنه “من المؤكد أن التوقيت الجديد في التعليم ستكون له انعكاسات سلبية جدا.. أولا، هناك آثار سيكولوجية تترتب على بقاء الطفل مرابطا اليوم بكامله.. ثانيا، هناك آثار اجتماعية، لأن بقاءه سينجم عنه احتكاك مع أمور يومية غير لازمة.. ثالثا، هناك آثار واضحة على التحصيل الدراسي، لأن يوما كاملا من المداومة يُتعب التلميذ ويعطّل قدرته على الاستيعاب، علاوة على مشكلة التغذية، التي ستكون لها نتيجة إضافية”.

ولم يفوّت الكنبوري الفرصة للعودة إلى خرجة أحمد الريسوني الغريبة مؤخرا، فخاطبه قائلا “الدكتور أحمد الريسوني، الرئيس الأسبق لحركة التوحيد والإصلاح، يصف معارضي التوقيت الجديد بالغوغائية.. يعني الآن أنا غوغائي! عوض اتخاذ موقف يهمّ الملايين من المواطنين يأخذ موقفا يدافع به عن حفنة من الناس في حزبه.. منذ سنين طوال لم أكن مؤمنا بأن هذا الرجل مقاصديّ كما يسمونه… المقاصد عقلية لا مجرد تقنية، وعندما لا تفكر بعقلك لن ينفعك الشاطبي ولا غيره. أين المقاصد من التوقيت الجديد؟!”..

وختم المختصّ في تاريخ الحركات الإسلامية بالقول “هناك مهازل تحصل في بلدنا، مهازل بالجملة تراكمت منذ أن تولى حزب العدالة والتنمية شؤون الأمة. ومن يقول لي إن الحزب لا يدبّر الأمور كلها، أقل له بصراحة: في جميع القوانين في العالم هناك الفاعل والشريك، وهما سيان في الجناية! حزب العدالة والتنمية هو صاحب هذه الأطروحة، وهو الذي يقود الحكومة ويريد يدين، يدا تصادق على القوانين ويدا ترفع إشارة لا. وهذا هو الحمق السّياسي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *