مصطفى قسيوي

 

تفجرت مؤخرا فضيحة قضية ودادية المحيط الأزرق، وهي القضية التي لازالت خيوطها متشابكة وغامضة ولم يعرف من المستفيد والرابح من وراء التطورات التي عرفتها، بعد إدانت الرئيس السابق أمام المحكمة الابتدائية بابن سليمان بتهمة اختلاس الملايير، وعدم إتمام المشروع العقاري التعاوني لفائدة المنخرطين والحكم عليه بالسجن لمدة عشرة سنوات نافذة مع حرمانه من حقوقه المدنية والسياسية  .

بعض من فصول ووقائع القضية تلخصها تصريحات الرئيس السابق للودادية، أمام هيئة المحكمة الابتدائية لابن سليمان، في كونه راح ضحية مؤامرة أحد أطرافها  متقاعد منخرط في الودادية، والبعض منها مٌغرر بهم من أصحاب شكايات كيدية.

 اليوم بعدما جرى الإجهاز على الودادية، في جمع عام إستثنائي لم ينتظر الكلمة النهائية للقضاء في الملف، ولم يحظى بإجماع المنخرطين، بدأت ربما تتأكد رواية الورادي بأنه ضحية مؤامرة، لم يستثنى من التوظيف فيها حتى الإعلام، لتمرير معلومات تظليلية الغرض منها، شيطنة الورادي ومن معه.  

لكن، مع حكم محكمة الاستئناف خلال جلسة يوم الأربعاء 11 مارس الجاري، بإجراء خبرة قضائية ومحاسباتية حول ملف القضية والتهم الموجهة للرئيس السابق للودادية، فتُح الباب على مصراعيه، من أجل الوصول ربما إلى أكثر من حقيقة.

حقيقة، من يقف وراء حبك خيوط هاته القضية ولماذا ؟،  وحقيقة، هل تفجرت هاته القضية، من أجل الدفاع عن مصالح المنخرطين؟ أو رغبة من المكتب الحالي للودادية  في وضع اليد فقط على “رزق المنخرطين”؟، وحقيقة مدى تورط جشع لوبي العقار من عدمه، في الزج بالورادي في السجن، بعدما “طيح السوق”، وإبتكر  منتوجا سكنيا بثمن جد مناسب  قدره 8000 متر للمربع، وهو ما لم يرق ربما، كبار حيتان قطاع العقار ممن يبيعون المتر المربع بـ10 آلاف درهم؟ ، وحقيقة، من يقف وراء الحملة الإعلامية، التي أدانت الورادي معنويا قبل أن يقول القضاء كلمته؟..

هي حقائق ضائعة، تفرض تساؤلات مشروعة، في ظل التطورات الجارية في الملف، كالخبرة القضائية، التي أمرت بها استئنافية الدار البيضاء، ومراجعة العديد من المنخرطين لمواقفهم السابقة من الورادي، وعدم تأييد جميع المنخرطين للجمع الاستثنائي للودادية، وتعبير عدد من المنخرطين، عن ثقتهم في القضاء الاستئنافي في إحقاق العدالة وتطبيق القانون في وجه الجميع بمن فيهم الورادي نفسه، دون إغفال مخاوف العديد منهم، من أن يجدوا أنفسهم أمام حقيقة، يُعبر عنها المثل المغربي القائل:”ما تبدل صاحبك غا بما كرف منو”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *