الرباط- جواد مكرم

انتقد صلاح الدين أبو الغالي، النائب البرلماني عن فريق الأصالة والمعاصرة في مجلس النواب، اليوم الخميس، بشدّة حكومة البيجيدي على خلفية مشروع قانون المالية 2019، الذي بدأت مناقشته في لجنة المالية بالمجلس ذاته، مؤكدا أن مضامين هذا المشروع لا تستجيب للتحديات والانتظارات المطروحة.
وقال أبو الغالي إن المشاكل والصعوبات التي تعاني منها قطاعات حيوية، ومنها القطاعات التي تعتبرها الحكومة أولوية، مثل التعليم والصحة والتشغيل، “بلغت مستويات مقلقة، إلى حد يصعب معه القول إن مشروع قانون الميزانية يقدم أجوبة شافية عنها أو يعرض الحلول الناجعة.

وأضاف المتحدث ذاته أن ديون القطاع العامّ ارتفعت من 918.2 مليار درهم في 2016 إلى 970 مليار درهم مع متم 2017، أي بزيادة 51.8 مليار درهم في ظرف سنة واحدة.

وأبرز أبو الغالي أن فوائد الديون وصلت إلى 28 مليار درهم في 2017، منتقدا لجوء الحكومة “المفرط” إلى الاستدانة من متعددي وثنائيي الأطراف.

وأشار النائب البرلماني إلى أن قطاع الصحة يعاني من صعوبات ومشاكل مرتبطة بالبنيات التحتية الناقصة والخدمات العلاجية الأولية المتردية، مستشهدا ببعض الأرقام التي تؤكد ارتفاع نسبة وفيات المواليد مقارنة مع بلدان مماثلة، إذ تصل نسبة وفيات المواليد في المغرب إلى 83 وفاة من أصل 100 ألف ولادة، وهي نسبة مرتفعة مقارنة مع العديد من البلدان الإفريقية.

وفي هذا السياق، وصف أبو الغالي نسبة الأطباء بعدد السكان بـ”الضعيفة” (طبيب لكل 1400 مواطن) منتقدا “تمركز 45% من الأطباء في محور الدار البيضاء -القنيطرة، متوقفا عند الخصاص الشديد في أُطر الصحة.

كما أثار النائب البرلماني المشاكل التي تتخبط فيها منظومة التربية والتكوين، مشددا على أن “المشكل لا يتجلى في الاعتمادات المالية، بل في الحكامة، وطالما لا تتم معالجة هذه الإشكالية فإن مشاكل القطاع ستتفاقم”.

ونبّه أبو الغالي إلى التحديات المطروحة على مستوى استقطاب الاستثمارات واستمرار الفساد، مشيرا في هذا الصددإالى اأن المغرب يصنف في رتب متأخرة في مجال الرشوة (81). وذكّر بالتحديات التي يطرحها استفحال البطالة، خاصة بطالة الخريجين، مشيرا في هذا الصدد، استنادا إلى احصائيات المندوبية السامية للتخطيط، إلى أن نسبة بطالة الفئة العمرية ما بين 15 و24 سنة، تصل إلى 45%.

وتحدث أبو الغالي عن شبح الإفلاس الذي يهدد المقاولات، إذ أعلنت 8020 مقاولة عن افلاسها. كما أثار مسألة “تعقد المساطر الجبائية وهيمنة القطاع الخدماتي والبناء واستمرار ارتهان الإنتاج الفلاحي بالظروف المناخية”.

وشكك أبو الغالي في قدرة الحكومة على مواجهة التحديات المطروحة وكسب رهان تجاوزها، في ظلّ نسب نمو ضعيفة، مشيرا إلى أن توقعات الحكومة بشأن نسبة النمو للسنة المقبلة لا تتجاوز 3.2%، في الوقت الذي كانت حكومتا إدريس جطو وعباس الفاسي قد حققتا مستويات وصلت إلى 6.7%.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *