في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لليوم الدراسي حول “تطوير المسابقات والبنية التحتية بإفريقيا في مجال كرة القدم” الذي احتضنه مركب محمد السادس بالمعمورة، دعا جياني إنفانتينو الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف” إلى تنظيم كأس إفريقيا للأمم كل أربع سنوات بدلا من عامين المعمول بها حاليا، وتحديدا منذ بدء هذه البطولة سنة 1957.

لم يكتف إنفانتينو بذلك فقط، بل إنه طالب أيضا بإنشاء عصبة إفريقية ممتازة للأندية تجرى بشكل مغلق وتضم ما بين 20 و24 ناديا من بين أقوى فرق القارة يتم اختيارهم حسب وضعيتهم المالية.

إنفانتينو لم يأت إلى الرباط، من أجل خدمة مصالح كرة القدم الإفريقية، بل إنه جاء إلى هذا الملتقى ليدافع عن مصالح الفرق الأوربية فقط.

كأس إفريقيا للأمم هو حدث يخص الأفارقة، وهي بطولة سبقت كأس أوربا للأمم، ومنذ سنة 1957 وهذا الحدث ينظم كل عامين، حيث تلتئم القارة الإفريقية وتتوحد وتعيش على إيقاع “كان” له الكثير من الخصوصيات.

لكن هذه الكأس شكلت دائما صداعا في رأس الأندية الأوربية، فإقامتها شتاء كان يحرم الأندية الأوربية من مجموعة كبيرة من لاعبيها، قبل أن يتقرر تحويلها إلى الصيف، بيد أن قرار “الفيفا” بتنظيم كأس العالم للأندية بصيغة جديدة تضم 24 ناديا، في صيف السنة المقبلة، دفع إنفانتينو إلى دفع مسؤولي “الكاف” إلى تنظيم كأس إفريقيا للأمم في دورتها المقبلة بالكامرون في الشتاء، على أن تعود إلى الصيف في الدورات المقبلة..

والمثير في الأمر أن أحمد أحمد رئيس “الكاف” الذي وضع هذه المؤسسة القارية تحت وصاية “الفيفا” زعم أنه سيشكل لجنة لدراسة مقترحات الفيفا، سواء تلك المتعلقة بالعصبة الإفريقية في حلتها الجديدة أو كأس إفريقيا للأمم كل أربع سنوات، قبل إحالة ذلك على المكتب التنفيذي للكاف.

ما يقوم به إنفانتينو لن يخدم كرة القدم الإفريقية، بل سيضر بها، وهنا لابد أن نتساءل لماذا لم يتجرأ إنفانتينو على اتحاد أمريكا الجنوبية كومينبول، ويتدخل في موعد إقامته لكأسهم القارية، التي تقام في مواعيد مختلفة، يفصل بين بعضها عام واحد فقط.

كرة القدم الإفريقية في حاجة إلى من يحارب الفساد داخلها، حتى تتوقف سرقة الألقاب، وتحتاج إلى شفافية أكبر وإلى حكامة وخارطة طريق واضحة، بدفاتر تحملات صارمة.

أما حكاية أن مداخيل “الكان” ستكبر إذا نظمت كل أربع سنوات، فهي مردود عليها، فإذا كانت مداخيل النقل التلفزيوني لا ترقى إلى المستوى المطلوب، فلأنها بيعت ذات زمن في جنح الظلام، وبطريقة غير قانونية، واستفاد من ذلك أشخاص وليس مؤسسة “الكاف” ومعها كرة القدم الإفريقية، علما أنه بمقدور “كاف” أحمد أحمد أن يغير كل شيء، لكنه لم يقم بذلك، لأن نفس فلسفة استفادة الأشخاص بدل المؤسسات مازالت حاضرة بقوة..

جمال أإسطيفي كاتب رياضي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *