إلياس الزاهدي -ومع

طالب المشاركون في “الملتقى الثقافي الأول للرحامنة”، أمس السبت في بنگرير، إلى “إحداث مجلس ثقافي يصون الذاكرة المحلية لإقليم الرحامنة ويقدّم إسهاما أصيلا وثمينا في التراث والحضارة الوطنيين”.

ودعا المشاركون في ختام اللقاء، الذي نظمته مؤسسة الملتقى الدولي للإعلام الإلكتروني، بشعار “تأهيل الشأن الثقافي مدخل إلى التنمية البشرية”، إلى “بلورة إستراتيجية تكون بمثابة خارطة طريق للنهوض بالشأن الثقافي في إقليم الرحامنة وإحداث لجنة تحضيرية لإنشاء مجلس ثقافي”.

وأبرز المشاركؤن في الملتقى أن المجلس الثقافي المرتقب سيضطلع بمهمة احتضان كافة المشاريع الثقافية في الإقليم المتصلة بالذاكرة والمجال، بكيفية يتمكن معها المجتمع المحلي من الحفاظ على العناصر الأساسية لتراثه وإضفاء نفَس تجديدي على الإبداع الثقافي والفني. وشدّد المؤتمرون على “أهمية بلورة سياسة ثقافية حقيقية تسهم في حفظ ومنح الحياة لمختلف التعابير التراثية في الإقليم، في أشكالها الأصلية والعصرية”.

وأبرز المجتمعون أن “هذه التعابير التراثية هي التي تمكّن المغرب اليوم من صورة الأمة المتجذرة في التاريخ”، داعين في هذا الصدد إلى “الاستفادة من الإمكانات السياحية والثقافية للإقليم وما يكتنز من ثروات للأجيال الحالية، من قبيل مهن الصناعة التقليدية -بجميع أشكالها- باعتبار أن هذه المهن تشغل جزءا لا يستهان به من السكان المحليين.

وحثّ المشاركون على إيلاء “الأهمية اللازمة للتراث الأنثروبولوجي والمعماري في الإقليم”، من خلال مضاعفة مجهودات الصيانة والتقويم، والنهوض بالتراث الشفهي وإدماجه ضمن المجالات العصرية للاقتصاد والمجتمع”.

وناقش المتدخّلون خلال هذا الملتقى مجموعة من المواضيع، منها الهوية الثقافية لإقليم الرحامنة والبنيات الثقافية وتدبيرها وإعمال المقاربة التشاركية من أجل دينامية جديدة وفاعلة وإحداث بنيات ثقافية تعنى بالشأن الثقافي في الإقليم.

وشهد اللقاء مداخلات لباحثين ومهتمّين بالشأن الثقافي أجمعت على بروز ملامح دينامية ثقافية وفنية جديدة في مختلف الميادين في الإقليم، من قبيل الإنتاج الأدبي ومجالات الهندسة المعمارية والفنية المعاصرة والمسرح. 

وسلّط المتدخّلون في الملتقى الضوء على الديناميات الجديدة التي تخترق ميدان الإبداع الفني والثقافي في الإقليم وسبل جعل الثقافة المحلية مجالا للمنافسة ومصدر إثراء لكل من يتحكم في آلياتها.

كما تميز هدا الحدث الثقافي، الذي حضره عدد من المنتخبين والمسؤولين المحليين، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين والفاعلين في الحقل الثقافي في إقليم الرحامنة وعرض شريط وثائقي يوثق الذاكرة والمجال في إقليم صخور الرحامنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *