عبد الرزاق بوتمزار

لعلّنا نتحمل جميعا جانبا كبيرا في ما آل إليه واقع الفن المغربي من هبوط حادّ، في الإبداع كما في اللياقة والكياسة المفترَضتين في من يحملون صفة “فنان/ة” وفي الرزانة واللباقة والصّوابْ التي كانت على الدوام مقترنة بمن عاصرْنا من فنانين وفنانات. وربما لهذا السبب عاشوا وماتوا “مْستورين” في كلّ الأحوال دون “شُوهات” وفضائح وتفكير “مافيوزي” يستخدم أرخص الوسائل لتكريس “شهرة” باطلة سرعان ما تتداعى أركانها المغشوشة عند أول اختبار. وإذا كان بعض هؤلاء “الفنانين” و”الفنانات”، الذين صارت أعدادهم تفوق أعداد الجماهير، قد استغلوا طفرة وسائط التواصل الاجتماعي و”نعمة” السّوشل ميديا لترويج بضاعتهم، التي يفوح من معظمها من العفنِ أكثر مما يفوح منها الفنّ، فإنّ ما لا يضعه كثير من هؤلاء في الحسبان هو أنّ هذه الميديا فضّاحةٌ، طال الأمد أم قصُر. وكلّنا تابعنا توالي “سقطات” فنانين وفنانات عند أول اختبار لمداركهم ومداركهنّ.

في أزمنتنا هذه، التي قد يصير فيها مشارك/ة مغمور/ة في برنامج مفلس لا يتابعه أحد لاختيار “فنانين” من الدرجة العاشرة “فنّاناً” بين ليلة وضحاها، فقد صار آخر ما يهمّ معظم هؤلاء الفنانين والفنانات هو الشّهرة والمال، ولو كان ذلك على حساب “كرامة” ما عادت تساوي شيئا في أزمنة “اللهطة” على أموال البترودولار في دول الخليج وما يرافق ذلك من فضائح و”شُوهات” لا تكاد تفاعلات إحداها تهدأ حتى تتفجّر أخرى أفدح من سابقتها وأفظع.       

آخر هذه “السقطات” ما “هترتْ” به مغنّية شعبية من الدرجة الخامسة يطلق عليها أيضا اسم “فنّانة”، في شخص المغنية المعروفة بالدّاودية. فقد “خرجت” علينا بقولها، في “سهرة”، مخاطبة عشرانْها من السّْواعّدة إن “بناتنا عْندكم وولادكم عْندنا.. مْشاركين معكم اللّحمْ!”.. وا شوفْ أنت عْلى هضرة كي دايرة.. ألالّة “البْنات” اللي عندهم ممكن يكونو وْلادك أو أولاد اللي بحالْك، أما بْنات المغاربة غيرْ خلّيهم عليك فالتّيقارْ، لأنه لو كانت المغاربة، كما قلت، “دايْعاتْ” فعلا في بْلاد السّواعْدة ما شعروا بهذه الإهانة التي صفعتهم بها مَن يُفترَض أنها “فنانة” تمثّل بلادها في محافل فنية، مكرّسة بسقطتها “الخانْزة” هذه تلك الصورة السلبية عن المغرب والمغربيات في بلدان المشرق.

إذا كان بريق “الرّيالْ” قد عمى بصرك (أما البصيرة فلا أظنّ الله حبا بها أمثالك) مستعدّة لفعل أيّ شيء وقول أيّ شيء حتى تكسبي ودّ لجنة بن سلمان للترفيه، فإن المغاربة يتمنّون ممن يحملون صفة “فنان” أن يمثلوهم ويشرّفوهم بحضورهم وفنّهم الراقي فوق منصّات العروض، لا أن يزيدوا الطين بلة ويمرّغوا ما كرامتهم بتصريحات متهافتة وجاهلة. فبكلامك تكرَسين تلك الصورة النمطية للمغرب في المخيال الشّرقي “المريض”، الذي يصوّر له أمثالك المغرب قِبلةً للباحثين عن المتعة وأنه “يصدّر” بناته إلى الخليج فقط لممارسة البغاء..

هذا، يا لالاّهم الداودية ليس إلا في عقلٍ “پيريمي” مثل عقول أمثالك ممن أغرتهم/نّ أضواء شهرة تقوم، مع الأسف الشديد، على فقر معرفيّ خطير، لكنه مع الأسف صار كما “موضة” لدى بعض فنّانات المغرب… وحاشا أن تكون كلّ فنانات المغرب مثلك، وإلا لكانت كارثة حقيقية.

الحاصول، أش غادي نگول ليكْ أ “زينة”؟.. الزّين يحشمْ عْلى زينو! 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *