سعد المتولي

أبدى عدد من سكان قرى ومداشر أعالي جبال الأطلس الكبير تخوفهم مما وصفوه بـ”جحيم” ارتفاع أسعار المواد الغذائية خلال الأيام المقبلة، بعد انقطاع الطرق بسبب التساقطات الثلجية المهمة التي شهدتها المنطقة مؤخرا.

وحسب ما كشف مواطنون يتحدرون من مداشر إقليم أزيلال لـ”le12.ma” فإن بوادر ارتفاع الأسعار بدأت تلوح في الأفق بنسبة زيادة بلغت 15 في المائة، متوقعين أن تصل إلى أكثر من 80 في المائة بداية فبراير المقبل، الشهر الذي يصفونه بـ”تمتا ن تاگرست”، أي “موت الشتاء”.

وفي هذا السياق، وضّح محمد آيت علي، الفاعل الجمعوي وابن المنطقة، بأن انقطاع الطرق بسبب الثلوج وطول المسافة التي تربط هذه القرى بالمركز هما اللذان يلهبان أسعار بعض المواد الغذائية وقال: “المواد الغذائية.. العافْية شاعْلة فيها، فمثلا الدقيق ديال 50 كيلو من المتوقع أن يصل ثمنه 200 درهم، والبوطة الكبيرة تباع بما بين 45 درهما و50 درهما، في حين يباع السكر بـ25 درهما والشاي بـ20 درهما”، مضيفا أن الطقس هو المتحكم الأول في الأسعار، أي أنه من المستحيل أن يغامر أرباب الشاحنات أو ما يسمونه بـ”الترونزيات” بالتوغل في الثلوج للوصول إلى القرى بغية تزويدها بالمواد الغذائية، ما يدفع إلى الاستعانة بالبغال والحمير لنقل البضائع إلى السكان، ما يستغرق وقتا طويلا وجهدا مضاعفا.

من جهة أخرى، كشفت مصادرنا أن سكان “تونفيت” في الأطلس الكبير الشرقي سجلوا ارتفاع أسعار حطب التدفئة مقارنة بالأيام الماضية، إذ أن الحمولة، التي تنقل على ظهر الحمير، ارتفعت من 50 و55 درهما إلى 70 درهما، مضيفة أن العزلة التي يعيشها بعض سكان الأطلس الكبير والمتوسط تجعلهم يلبثون في منازلهم الطنينة إلى حين ذوبان الثلوج. وقالت “يعيشون بلا كهرباء ولا زاد يسدّ رمق الأطفال الجياع.. فقط يقتاتون بما ادّخروا من شعير وقمح إلى أن ينتهي فصل الشتاء المميت”. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *